هل طريقُك اعترضته جبالٌ شاهقةٌ؟ هل امتلأت أرضُكَ بالأشواك؟
لا تبكِ ولا تكتئب، واعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير.
فكم من شرورٍ كان من ورائها خير جزيل!
وكم من حلوٍ خرج من أحشاء الجافي!
وكم قطفنا ورودًا يانعة من أعلى عودٍ من الشوك!
وكم حصلنا على شفاءٍ عظيم بواسطة دواءٍ مر!
أخي: إن حتى حُلكةُ الظلام تستطيع أن تجد فيها سكونًا وهدوءًا، مُمتدحًا ومرغوبًا.
وحتى غيوم السماء تستطيع أن تجد فيها ظلاً ظليلاً من الشمس الحارقة.
والرب يستطيع أن يُحيل الظلام إلى صبحٍ مُنير، ويملأ أرضَك من أمطار الغيوم.
و«كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ».
أيـا مـن يسـكبُ الدمـعَ
فقـد حـطَّ بـكَ الدهــرُ
وأثقــلَ ظهـرَك الجبـلُ
ألا تســمعْ ألا تُـصغـي
تعــال إلـيَّ يـا تَعِــبٍ
اُريحــكُ ممــا يُشقيــك
وأُلقـِي بـذلك الجبــلِ
ومــا أُبقيــه مـن مــرٍّ
فكـم شـرٍ جنينـا بـه
وشـهدًا مـن حشـا الجـافي
ووردُ الغــاب يحتــاطُ
دواءُ الــداءِ كــم مــرٌّ
تـرنــمْ إن بـصبـحٍ أو
يجــودُ الليــلُ بالصبـحِ
إذا أطـريــتَ حلكتـــهُ |
|
كسيــلٍ جـارفٍ يهمـــي
وزاد الهــــمُّ بالهــــمِّ
ودســتَ الشـوكَ بالقــدمِ
لقـولِ الـرب مـن قــِدَم
بــكل الهـــمِّ والغـــمِّ
ومهمــا كان مــن ألـــمِ
الـذي يحنيــكَ في اليــمِ
فــذاك لخيــرك الجــمِّ
قطـوف الخيــرِ والنِعــمِ
لذيــذًا طيـبَ الطعـمِ
بـه الشـوكُ الـذي يُدمـي
وفيـه البـرءُ مـن سُـقْمِ
بليـلٍ خـافـيَ النجـمِ
وكـلُّ الغيــمِ بالدِّيـمِ
ورُمـتَ الظـلَّ في الغيــمِ |