«اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ،
لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ» (إش٤٥: ٢٢)
كاد الشاطئ أن يخلو من رواده، وكان الجو ضبابيًا وباردًا. ومع ذلك سبحت المسافة التي اعتدت عليها يوميًا في مياه البحر، وهي مئتا ياردة تقريبًا. وعندما هممت بالدوران والعودة، لاحظت امرأة تسبح على مقربة مني، ويبدو أنها ضلت اتجاهها، ولم تكن متأكدة أي ناحية تسبح، ومع ذلك طفقت تسبح. فسألتها إن كان كل شيء على ما يرام. فأجابت: إنها متعبة جدًا. فنصحتها: إذن استديري واسلكي هذا الاتجاه. فردت: كلا! هذا هو الاتجاه الصحيح. فأكدت لها أنها في الاتجاه الخطأ. ولكنها أصرت على موقفها، ومن ثم ابتعدت عن الشاطئ. فألححت في الرجاء لعلها تصدقني، ووعدتها أن أظل على مقربة منها إذا هي استدارت وعادت.
وأخيرًا انصاعت إلى رأيي، وسبحت في الاتجاه الصحيح. وما أن لاح الشاطئ حتى تنفست المرأة الصعداء.
بذلت المرأة كل ما بوسعها قبل أن ترجع إلى الاتجاه الصحيح، ولكن كل ما جنته كان الإمعان في السباحة في الاتجاه الخطأ.
وأي اتجاه ينبغي أن نسلك بخصوص خلاصنا الأبدي. عندما يتعلَّق الأمر بخلاصنا الأبدي نحتاج أن نتيقن من الاتجاه الصحيح إيقانًا مطلقًا. فالاستعداد والجدية، وأقصى مجهود قد نبذله ليس كافيا. نحتاج أن نتيقن من الاتجاه الصحيح. وإله الكتاب المقدس ينصحنا: «اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا». هل ثمة علامة أوضح من هذه للدلالة على الاتجاه الصحيح. والرب يسوع المسيح، ابن الله، المُخلِّص والمُعين، هو الذي يحضنا أن نستودع حياتنا بين يديه، وهو جدير حقًا بالثقة. لقد اتضع ومات على الصليب لأنه يحبنا.