«فَحبِلَت المرأةُ ووَلَدت ابنًا. ولما رأته أنَّه حسنٌ، خَبَّأَته ثلاثة اشهر» (خر 2 :2)
كم من الأعمال العظيمة التي مجدت الله عملتها نساء فاضلات، وإحدى تلك النساء يوكابد أم موسى التي تميزت بمميزات روحية عالية. وإليك بعض من تلك المميزات:
-
أولوياتها وأهدافها: معنى اسم يوكابد ”مجد الله“ وقد اقترنت بعمرام الذي معنى اسمه ”شعب مرتفع“. فأولويات يوكابد كانت مجد الله وخير شعب الله. لم يكتب الكتاب كثيرًا عن هذه المرأة، لكننا نقرأ عن سيرتها العطرة من خلال أولادها الثلاثة الذين تعلموا منها مخافة الرب، إذ نقشت على صفحات قلوبهم محبة الرب. ومن خلال التأمل في سيرة أولادها وخدمتهم نلمس هدف يوكابد المقدس الذي حققته من خلال أولادها. كما شهد الرب عنهم قائلاً: «يا شعبي... إني أصعدتك من أرض مصر، وفككتُك من بيت العبوديَّة، وأرسلت أمامك موسى وهارون ومريم» (مي6: 4)؛ ثلاثة كتب للإرشاد أمام شعب الرب بقلم يوكابد الأم الفاضلة.
-
فهمها: تميزت يوكابد بالفهم الروحي. لقد فهمت أهمية الزواج وترتيبه، بحسب فكر الرب، ولكونها من بيت لاوي ارتضت أن تقترن برجل لاوي (خر2 :1) وعندما وُلد موسى، رأته أنه حَسَنٌ (خر 2 :2)، وبلغة العهد الجديد، رأته «جميلاً جدًا» أو «جميلاً لله» أي يناسب الله (أع 7 :20 ؛ عب 11 :23).
كذلك ظهر فهم يوكابد في تعلقها بوعد الرب، فقد عرفت أنه دنا الوقت لتتميم ما وعد به الرب لإبراهيم «وفي الجيل الرابع يرجعون إلى هنا» (تك 15 :16)، فشعرت أنها في الأيام الأخيرة لخروج الشعب من العبودية القاسية.
3- إيمانها: لمع إيمان يوكابد في أيام عصيبة، حيث كان المرسوم الملكي الشديد: كل ابن ذكر يولد من العبرانيين يُطرح في النهر (خر 1 :22)، لكن يوكابد استخدمت الإيمان متحدية أمر الملك، وبجرأة الإيمان خبأت الصبي ثلاثة أشهر؛ وبالإيمان صنعت له سفطًا، إذ عَلمت أن الأمر الفرعوني بقتل الأبناء الذكور من ورائه العدو الذي أراد تفويت الفرصة لظهور الابن المُخلِّص. لكن الرب أفشل المؤامرة، حافظًا موسى ومرجعًا إياه لحضن أمه، لتربيه لحساب مجد الرب، نافعًا لشعب الرب.