«أ ليس أنا الربُّ ولا إله آخر غيري؟ إلهٌ بارٌّ ومُخلِّصٌ. ليسَ سواي. التفتُوا إليَّ وأخلُصوا يا جميع أقاصي الأرضُ لأني أنا الله وليس آخرَ » (إش45: 21، 22).
هذه الآية العظيمة تحدثنا عن أربعة أشياء هامة جدًا:
إنها تحدثنا عن: أعظم بركة - بأبسـط وسيلـة - لأكبر تجمع - من أعلى سلطة
أما البركة العظمى فهي أمر لا يتعلق بحياتك الوقتية على هذه الأرض، بل بأبديتك التي لا تنتهي. لا بأمر الإنسان الخارج الذي يفنى، أعني الجسد، بل بروحك وبنفسك الخالدة. إنها بركةُ الخلاص «وماذا ينتفعُ الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟».
والعجيب أن هذه البركة العظمى مقدمةٌ إليك بالوسيلة الأبسط. فالله لا يقول لك: ”افعل هذا لكي أُخلصك“؛ ولا يقول لك: ”اذهب أو ادفع“، بل ما أعجب قوله: «التفتوا»! كل المطلوب هو أن تلتفت بالإيمان!
وكلمة «التفتْ» تتضمن أمرين: أولاً أن تكفَّ عن النظر إلى داخلك، وأن تكفَّ أيضًا عن النظر إلى الآخرين. كثيرون – إذا بحثوا عن الخلاص – ينظرون إلى دواخلهم علَّهم يجدون ما ينفعُ أو يشفعُ. لكنهم – إذا كانوا مخلصين مع أنفسهم – لن يجدوا إلا الخراب والخلاء. والبعضُ الآخرُ إذا أراد الخلاص يتجه تفكيره فورًا إلى الشفعاء أو الوسطاء أو الأولياء أو الملائكة أو القديسين. لكن الكتاب المقدس يقول صريحًا: «لا تتكلوا على الرؤساء، ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده» (مز146: 3).
كلا - عزيزي القارىء. بل تحول عن هذه النظرة وتلك، وانظر إليه هو. هذا هو كل المطلوب منك، أن تلتفت إلى المسيح الذي صُلب ومات لأجلك.
ألا تستطيع أن تلتفت إليه؟!
الأمر الثالث هو أن هذا النداء العجيب عن البركة العظمى وبالوسيلة الأبسط موجهٌ إلى التجمع الأكبر «يا جميع أقاصي الأرض» .. وأنت – أيها القارىء الكريم – واحدٌ ممن يشملهم النداءُ. فمهما كنت بعيدًا جغرافيًا أو روحيًا أو أدبيًا، فإن الله يوجهُ نداءه إليك. إن التفاتك بالإيمان القلبي إلى المسيح يخلصك، لأن نداءه العجيب موجهٌ إلى «جميع أقاصي الأرض».
وهلي تعرف من هو الذي أطلق هذا النداء؟ إنه نداءٌ من السلطة العليا. إنه نداءٌ من الله. فهو يقول: «لأني أنا اللهُ وليس آخرَ».
كم نشكر الرب لأن هذا النداء البسيط وصل إلى الملايين عبر الأزمان فالتفتوا، وخلصوا فعلاً. تغيرت حياتهم، تحرروا من العبودية للخطية، تكسرت أغلال الشيطان عنهم. فإن الذي يقول ذلك هو الله الذي وحده يقوى على تحريرك من الشيطان. وهو ما زال يوجهه. ولقد استمع الآلاف، بل ربما الملايين، إلى هذا النداء. لكن عزيزي ليس كل من يستمع إلى هذا النداء يخلص، بل من يلتفت إلى المسيح المصلوب الذي مات لأجلنا وقام هو الذي يخلص.
قارئي العزيز: انظر إليه نظرة الإيمان، ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا. وإن التفت إليه بالإيمان، فإنه فورًا سيمنحك الخلاص