«وَاسْتَحْيَا يَشُوعُ رَاحَابَ الزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا. وَسَكَنَتْ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهَا خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِيَتَجَسَّسَا أَرِيحَا» (يش ٦: ٢٥)
انتهزت راحاب الفرصة التي وضعها الله أمامها، وخبَّأت الجاسوسين الإسرائيليين عن ملك أريحا. ولربما كانت ستُقاصَص بتهمة الخيانة العُظمى، لو لم يوقع الله قضاءه على مدينتها الشريرة. لقد اعتــبرت رَاحَاب غضب الله أعظم من غضب الإنسان، لذلك ساعدت الجاسوسين.
لقد اعترفت بالرب إلههم علنًا «الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ» (يش ٢: ١١). وكان إيمانها عاملاً على الفور فربطت الحبل القرمزي في الكوة (يش ٢: ٢١)، بالرغم من أن القضاء الفعلي كان سيقع بعد شهر على الأقل. لقد كان لا بد لها أن تتأكد من استمرارية وجود هذا الحبل القرمزي الصغير.
ولإيمانها ذُكرت مع أبطال الإيمان في عبرانيين ١١: ٣١ «بالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ»، فكانت ثاني امرأة ذُكرت في هذا الأصحاح بالاسم، مع سارة زوجة إبراهيم.
بل فى الواقع نجدها فى يعقوب ٢ على قدم المساواة مع إبراهيم نفسه: «أَلَمْ يَتَبـَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ ... كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضًا، أَمَا تَـبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟» (يع٢: ٢١، ٢٥). إنها مثال لكل مَن يضع ثقته فى دم المسيح وكلمة الله.
كما أنها أخذت مكانها في سلسلة نسب الرب يسوع في متى ١: ٥ «وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ»، حيث لا ذكر لحياتها السابقة. يا لها من خادمة! ويا له من إله!