أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - شخصية المسيح
السنة 2005
عظمته لا تُستقصى
«هذا يكون عظيمًا وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه» (لو 1: 32)
إنَّ تأملنا في بعض جوانب عظمة المسيح يدعونا للسجود خاشعين أمام هذا الشخص العظيم، قائلين مع داود: «عظّموا الرب معي، ولنُعلِّ اسمه معًا» (مز34: 3).  وما يلي بعض من جوانب العظمة:
أولاً: عظيم في سرمديته
هو الإله الأبدي الذي قال عنه الرسول بولس «المسيح ... الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد» (رو9: 5)، الأول والآخر والألف والياء والبداءة والنهاية.  والذي أعلن عن نفسه ليوحنا بقوله «لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي... وها أنا حي إلى أبد الآبدين» (رؤ1: 17،18).
ثانيًا: عظيم في خليقته
الخليقة تُعلن عن عظمته، فهو الذي «كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان»، الذي به «عَمِل العَالمين»، كما قال المرنم «إذا أرى سماواتك عمل أصابعك، القمر والنجوم التي كوّنتها» (مز8: 3). 
وفى حفظ الرب للخليقة يقول الرسول: «حامل كل الأشياء بكلمة قدرته» (عب1: 3)، وأيضًا في رسالة كولوسي «فإنه فيه خُلق الكل: ما في السماوات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى...  الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل» (كو1: 16،17). 
ثالثًا:  عظيم في قدرته
رأينا قدرته في حفظ الخليقة، فهو عظيم القدرة، وهو أعلن عن نفسه في قوله لإبرام «أنا الله القدير» (تك17: 1)، وفي نبوة إشعياء يٌقال عنه «إلهًا قديرًا» (إش9: 6). 
لا ترياق للشك ولا علاج للضعف مثل التفكر في قدرة الله، كما نرى في القول: «مِن ثم يقدِر أن يخلِّص» (عب 7: 25)، «بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء» (في3: 20)؛ ولا غذاء للإيمان غير الارتكان على قدرة الله.
رابعًا: عظيم في محبته
محبته، كشخصه، لا حدود لها؛ لا في قيمتها أو عطائها، ولا وجود لها بين البشر وإليك بعض الأمثلة:
ا-الأمهات الحنائن طبخهن أولادهن وأكلهن وقال عنهم السيد «حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك» (إش49: 15).
2- الزوج: قال إبراهيم لساراى امرأته «قولي إنك أختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك» (تك12: 11-13).
3- الوالدان؛ قال أبوا المولود أعمى:  «هو كامل السن فاسألوه» خوفًا على مكانهم في المجمع (يو 9).
ولكن عظيم أنت في محبتك يا ربنا المعبود، عندما أتوا ليلقوا القبض عليك في البستان قلت لهم «فإن كنتم تطلبونني، فدعوا هؤلاء يذهبون» (يو18: 8).  وكلامك هو حق عندما قلت «ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» (يو15: 13)، وقول بولس في صلاته من أجل المؤمنين في أفسس «وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة» (أف 3: 19)
خامسًا: عظيم في تجسده
لقد تجسد ابن الله الأزلي «فإذا تشارك الأولاد في اللحم اشترك هو أيضا كذلك فيهما» (عب2: 14).  شاركنا في اللحم والدم، لكنه قدوس «القدوس المولود منك يدعى ابن الله» (لو1: 35)، «والكلمة صار جسدًا وحل بيننا».  «بالإجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد» (1تى3: 16).
وفى متى الأصحاح الثاني عشر نجد الرب يقول «ولكن أقول إن ههنا أعظم من الهيكل» (مت12: 6).  ونفهم من الكلام الوارد في إنجيل يوحنا أن هيكل جسده أعظم من الهيكل الذي بناه سليمان «أجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل... وأما هو فكان يتكلم عن هيكل جسده» (يو2: 19-21) الذي فيه سُرّ أن يحل كل الملء.
سادسًا: عظيم في موته وقيامته
لقد كان سيدنا عظيمًا في موته وقيامته، وهذا واضح من قوله أيضًا في انجيل متى أصحاح 12، عندما طلب الفريسيون آية «أجاب يسوع وقال لهم: جيل شريرٌ وفاسقٌ يطلب آية، ولا تُعطى له إلا آية يونان النبي.  لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيامٍ وثلاث ليالٍ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ» (مت12: 39،40). 
وهنا قال «هوذا أعظم من يونان ههنا».  يونان قذفه الحوت أما سيدنا فقد أقام نفسه من الأموات تتميمًا للقول «لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا... لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا.  هذه الوصية قَبِلتها من أبي» (يو10: 18).
سابعًا: عظيم في شخصه كملك
الذي قال له الله «اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك، وأقاصي الأرض ملكًا لك» (مز2: 8).  وعندما جاء الكلام عن ملكة التيمن لما أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان قال سيدنا: «وهوذا أعظم هن سليمان ههنا» (مت12: 42).
بحق سيكون المسيح ملكًا كبيرًا على كل الأرض، وستجثوا أمامه أهل البرية، وأعداؤه سيلحسون التراب، ومُلكه سيكون ملك العدل «هوذا بالعدل يملك ملك» (إش32: 1).  «يخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله...  ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه» (إش11: 1-5).
سيدنا الكريم ما أعظمك؟!  لك حمد القلب.