«الذين ينالون معنا فيض النعمة، وعطية البر» (رو5: 17)
ما أجمل إشراقات النعمة التي نجدها على صفحات العهد القديم! إلا أنه ما أروع تجليات فيض النعمة كما نراها في العهد الجديد!!
فما أجمل أن نسمع الله متكلمًا إلى الانسان، باحثًا عنه في أول سؤال في التاريخ «أين أنت؟»! لكن ما أروع أن نرى الكلمة نفسه يأتي خصيصًا لأجل هذا الانسان!
ما أجمل أن نسمع الرب (يهوه) يأمر شعبه بأن «تصنعون لي مقدسًا لأسكن في وسطكم» (خر25: 8)! لكن ما أروع أن «الكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب» (يو1: 14)!
ما أجمل أن نرى الله يزور إبراهيم خليله في بيته، وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار (تك18)! لكن ما أروع أن نرى المسيح وهو يدخل البيوت بنفسه، يحب العشارين والخطاة، يقبلهم ويأكل معهم، وإذ يدخل البيت نسمعه يقول «اليوم حصل خلاص لهذا البيت» (لو19: 9)!
وما أجمل أن نرى الرب يدبر خلاصًا لشعبه من سم الحيات المحرقة، بحية النحاس التي ترفع على راية عالية، حتى أن كل من ينظر إليها بالايمان يحيا (عد21)! لكن ما أروع أن نسمع الرب يسوع يقول عن نفسه «كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع ابن الانسان، لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو3: 14-16)!
وما أجمل أن نرى خروف الفصح مذبوحًا ومشويًا بالنار فداءً وغذاءً لشعب الله القديم ليلة خروجهم من أرض مصر، وقد رش دمه على قوائم البيوت وعتباتها العليا! لكن ما أروع مشهد حمل الله وهو معلق على صليب الجلجثة يشوى بنيران عدالة الله، ويذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد، سافكًا دمه الكريم لتطهير مالا يحصى من المفديين من كل خطية، حقًا «فصحنا المسيح قد ذبح لأجلنا» ، فلنعيد إذاً! (1كو5: 7). أما وقد وقعت قرعتنا في زمان استعلان ”فيض النعمة“، فيا ليتنا نؤسر بهذه النعمة، ونسلك عملياً بما يتناسب معها، كما ولا نستحي أو نتأخر في إذاعة ”إنجيل نعمة الله“ لملايين لا تحصى حولنا!