أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد فبراير السنة 2008
أعطيني لأشرب - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«فقال لها يسوع: أعطيني لأشرب» (يوحنا4: 7).

غريب مُتعب يجلس عند بئر يعقوب.  ورغم أنه ليس متسولاً ولا يعتمد على كرم الآخرين، إلا أنه سأل معروفًا من المرأة التي جاءت لتستقي ماءً هناك.  إنه ليس إلا ابن الله.

إنه في مجد السماء، بيته الحقيقي، العطش غير معروف هناك.  لكنه في ملء الزمان تنازل إلينا من ذلك المجد، وجاء إلى خليقته، إلينا نحن الذين على الأرض.  لقد صار إنسانًا وتعلم معنى الجوع والعطش.  إن يسوع المسيح لم يأتِ في بهاء وجلال كما كان يريد شعبه الأرضي.  ورغم أن الكون كله ينتمي إليه، إلا أنه لم يكن له أين يسند رأسه.  وفي رحلاته في الأرض كان مشغولاً بالناس، سواء الأغنياء أو الفقراء، الصالحين أو الأشرار.

وفي هذه الحادثة، كان قد سار عدة ساعات لكي يقابل هذه المرأة ويتحدث معها.  لقد جاءت إلى البئر بمفردها، وربما خافت من ثرثرة النساء الأخريات، لأنها لم تستطع أن تخفي الحقيقة بأنها تعيش مرة أخرى مع رجل آخر.

لقد عرف الرب يسوع المسيح ما كان يدور في قلبها.  فهو لم يكن محتاجًا أن يسمع قصتها.  لقد تحدث إليها عن خطاياها، لكن لم يكن ذلك هو الكل.  لقد أراد أن يحررها من الخطية ومن شعورها بجرمها ومذنوبيتها، كان مستعدًا أن يعطيها «الماء الحي» مُرويًا بذلك عطشها إلى الحب والأمان، والسلام الداخلي.  ولقد أراد أيضًا أن يقودها لكي تسجد لله.

يسوع هذا، الذي جاء مرة «كمخلِّص العالم» سيرجع يومًا ما إلى الأرض، لكن حينئذٍ في قوة ومجد كديان كل البشر.
لقد تقابلت المرأة السامرية معه كمخلص العالم، وتمتعت بالخلاص والحياة الأبدية.  وبالمثل إذا تقابلت معه أيها القارئ العزيز الآن في زمان النعمة كالمخلِّص الذي مات على الصليب لكي يحمل خطاياك ويحتمل دينونتها نيابة عنك، فإنك ستتمتع بالخلاص المجاني وبالحياة الأبدية كهبَة مجانية.  أما إذا احتقرت محبته وتجاهلت نداءه لك، فلا بد أن تتقابل معه يومًا ما كالديان العادل الذي سيدين كل واحد كما يكون عمله.  والنتيجة المؤكدة لهذه المقابلة هي الطرح في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، حيث يصعد دخان عذابك إلى أبد الآبدين.  أيهما تُفَضِّل؟ أسرع باتخاذ القرار الصحيح الآن قبل فوات الأوان.

وليم مكاى