شخص يُدعى “نورث” كان يعيش في الخطية بكل أبعادها، وهو نفسه قال مرة إنه عمل كل أنواع الخطايا التي يمكن لإنسان أن يعملها، إلا القتل. ومع ذلك أصبح نورث مبشرًا قويًا، واستخدمه الرب في النهضة التي حدثت عام 1859 في أيرلندا، والتي نتج عنها ضم حوالي مئة ألف شخص إلى الكنيسة هناك. عندما بدأ ضمير نورث يتعب من ثقل خطاياه، ظن أنه بوسعه أن يريح ضميره بأن يدرس اللاهوت. وإذ أوشكت دراسته اللاهوتية على الانتهاء، استدعاه مدير الكلية إلى مكتبه، وواجهه بخطاب أرسله شخص، يصر على عدم أحقية نورث لشهادة اللاهوت، بسبب حياته الماضية. وسأله مدير الكلية: هل ما جاء بهذا الخطاب صحيح. فلم يستطع نورث إلا أن يقر بصحته. وهنا قال له المدير: عزيزي: ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني؟ هل كنت ستسمح لي بالتخرج وبأن أعيَّن خادمًا؟ وإذ أراد نورث أن يكون أمينًا، فقد أجاب المدير: كلا. وخرج من الكلية قبل التخرج منها. ولكنه بعد ذلك، إذ خلص نورث فعلاً، فإنه تعرض لموقف مشابه، ولكنه واجهه بقوة الرب. حدثت هذه الحادثة الثانية، عندما سُلمت لنورث قصاصة ورق، بينما كان يهم ليلقي عظة. ولما قرأها وجدها تحتوي على سلسلة من الخطايا التي ارتكبها في الماضي، مع تحذير له، أنه لو تجرأ ووقف ليعظ، فإنه سوف يُفضح على التو، وهو فوق المنبر. وإذ قرأ نورث القصاصة، واصل طريقه إلى المنبر، وبدأ كلامه بأن لخص محتويات القصاصة التي سُلمت له، واعترف بما جاء فيها. ثم بدأ في تقديم العظة، وكانت تدور حول الآية: «من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرر، من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضًا...» (رو8: 33، 34).
نعم، ما أجمل أن نخدم الرب بقلب مكسور، وأن نتضع تحت يد الله القوية، وألا نفتخر إلا في نعمة الآب الغني