يا مَنْ تؤرقك خطاياك .. يا مَنْ تُرعبك الدينونة .. يا مَنْ أضناك التعب بحثًا عن طريق، أو طريقة للخلاص، وها أنت قد وصلت إلى حافة بالوعة اليأس، إذ إنك على وشك أن تواجه مصيرك المحتوم بالهلاك في جهنم للأبد.
عزيزي .. لا تخف، ولا ترتعب، ولا تفشل. فإن رحمة الله قد أعدّت لك ”مدينة ملجأ“ يمكنك الاحتماء فيها الآن، أ تعرف ما هي مدن الملجأ؟ إنها المدن التي أمر كل من موسى ويشوع بإقامتها، لكي تكون ملجأ يهرب إليها كل مَنْ قتل نفسًا سهوًا (يش20: 1- 3).
وهذه المُدن تتميز بثلاثة أشياء، يمكنك عن طريقها أن تنال الخلاص:
- تتميز هذه المدن بأنها مبنية على الجبال، فهي إذًا عالية لكي يراها الجميع. ألا ترى فيها تعبيرًا عن صوت الله متكلمًا بنبرة عالية لـ «جميع الناس (ومنهم أنت)، في كل مكان، أن يتوبوا، متغاضيًا عن أزمنة الجهل» (أع17: 30). فالله على استعداد تام الآن أن يتغاضى عن كل الجهالات والحماقات التي ارتكبها الإنسان في حياته، بشرط توبته ورجوعه إلى الله.
- تتميز هذه المدن بأن الطريق إليها كان مُمهدًا (تث19: 3) وذلك لكي يكون الوصول إليها سهلاً وسريعًا، وهذا يُرينا أن وسيلة نوال الغفران والخلاص الأبدي سريعة وسهلة، وهي الثقة والإيمان بأن موت وعمل المسيح فوق الصليب ”كان لأجلك“ ـ لأجل خلاص نفسك.
- لقد أُقيمت هذه المدن قريبة من مكان سُكنى الشعب. إذًا فهي قريبة من كل الأفراد، وهذا يصوِّر أن الخلاص الأبدي الذي يمنحه الله لك لا يحتاج إلى مجهودات الإنسان وقوته. إنه خلاص مجاني (رو3: 24). فهو بلا مقابل إن أردت الحصول عليه، أما كُلفته الحقيقية فهي موت المسيح، فوق الصليب ”فدية“.
لكن، هل تعرف أن مدينة الملجأ القديمة كانت تقبل فقط ”مَنْ قتل نفس سهوًا“، أما المسيح، فهو يقبل في رحمته كل الخطاة بكل أنواع خطاياهم، غافرًا إياها تمامًا! وهل تعرف أنه كان من الممكن الخروج من المدينة القديمة خِلسة. أما المسيح فمَن يُقبل إليه، لا يُخرجه خارجًا (يو6: 37). وهل تعرف أن المدينة القديمة كانت تُعتبر كمُعتقل ”تقييد للحرية“، أما في المسيح، فلنا كل الحرية (يو8: 36). فاهرب لحياتك بالتوبة والإيمان بربنا يسوع المسيح، فتنجو من الهلاك، ويضمن لك المسيح الوجود معه في بيت الآب. لا تؤجل.