أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2006
السيد المعلم مع تلاميذه فى الدرس الأخير
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
أرادَ السيـــدُ نعمــلُ فصحاً عملنــاهُ جلسـنا فـي سكـوتٍ فكيـفَ الأكـلُ والأقــدامُ فيهـا رَجَوْنـا أنْ يقـومَ فينـا شـخصٌ فَيَغْسِـلْ أَرجُـلْ القـومِ جميـعـًا فَمَـا قـامَ صغيــرٌ أو كبـيـرٌ وقـد كانَت مُـشـاجَرَةُ الطريـقِ فكيـفَ بواحـدٍ منهـم يَقـــومُ وإذ بالسيـدِ الــربِّ يَقـــومُ بيَدِهِ يَغْسِـلُ الأقــدَامَِ غَـسْـلا وجـاءَ إليَّ يَغْـسِلُهـا، رَفَضْـتُ فقـالَ لـي إذا أنـتَ رَفَضْــتَ رَضيتُ وقلـتُ أَمْـرُكَ يا حبيبـي عَجِبتُ لمـاذا يَغسلُـنـي مسيحي علمـتُ السـرَّ فيـمـا بعدُ، حينَ ويغسلُـني هــوَ بدمِ الصـليبِ لآكـلَ منه فصحـاً لـي عجـيبًا هـوَ الفصـحُ الحقـيقـيُ العظيمُ لقـد ضحـى بدمــهِ لا بمَـاءٍ ومَـنْ غَـيـرَهُ يَصنَـعُ هــذا؟ تألَّـمَ عنـي مسـحوقـاً لأجـلي أُقِـرُّ بخيبـتي أنكَــرْتُ ربـي أحبَّـني مُنتَهَـى الحُبِّ مسـيحي كذلـك غـسَّـلَ رِجلَـيْ يهوذا فقـد أخـذَ النقـودَ مـنَ اليهودِ ومِنْ عَجـَبٍ ويَعْـلمُ كـلَّ هـذا ويَغْمِـسُ لقمـةً في الخمرِ رَمزاً يُعَلِّـمُنـا المحبـــةَ للعـــدو ونصفـحُ إنمـا الصفـحُ جميــلُ إذا لـم يكُ القـلـبُ نـقـيَّــا وطوبـى للنقـيِّ القلـبِ حقًــا ترابُ الأرضِ في الأرضِ كثـيـرُ ومَـنْ يَـغْـسِـلُـنا غـيرُ الحبيبُ وقـد غَـفَـرَ المسيـحُ لنا الكثيـرُ مُبَـارَكٌ أنـتَ يـا ربـي يسـوعَ فابـنُ اللهِ أنـتَ جِئـتَ تـفــدي نَـرَى حُـبَّـهُ فيـكَ لنـا غَنيِّــا وتـلكَ مَـشـيئـةُ الآبِ: نكــونُ لـكَ الحمـدُ وكـلُ القلـبِ يَجْـثـو لنـذكـرَ ذلـك الفصـحَ القديما ولمْ نجسـرْ على الأكـلِ عمـومــا ترابُ الأرضِ صـارَ مـستـديـمـا صغيـرٌ يُـنْـقِـذَ الوَضْـعَ الذميـما ليأكـلَ كـلُ مَـنْ كـانَ مُـقـيـما فكـلهـمـو كبيـرٌ لـن يَـقُـومـا مَـنْ الأعظَـمُ والأسْمَـى عمـومـا ليَغْـسِـلَ أرْجُلَ القــومِِ حـكيمـا؟ بوضـعِ المـاء في حـوضِ كريمـا ويمـسَـحُهـا بمنـشَـفَـةٍ حَليـمـا وقـد أَحسَـسْـتُ بالخَجَـلِ جسيـما فَـقَـدْتَ نَصيـبَـكَ مَعـي مَـلـوما فلسـتُ أطيـقُ شيئـاً لـن تـرومـا بنفـسـه يصنـعُ الطُهْــرَ كريمـا رأيتُــهُ يصنـعُ الفِـدَى العظـيمـا يُطَـهـرَنـي مـن الإثـمِ رَحـيـما وأشـبـعُ منـهُ حُبـاً لـي حـميـما وذاكَ الفصـحُ قـد أضحـَى قـديـما ليَـغْـسِـلَ بالـدمِ قلبـيَّ الأثـيـما يُـقـيـمُ بموتـهِ الـمَيْـتَ الرَّميـما وقَـاسَى المـوتَ عـن نفسـي أليـما وقـد كنـتُ جَـبَـانـا وسـقـيـما قَـضَـى عَني وقـامَ لـي عَظيــما ومَـنْ خـانَ وقـد صـارَ خَصيـما ليُسْـلِمَهُ فقـد صــارَ غــريــما ويَغْـسِـلُ خـائنـًا كـانَ لـئـيـما لحُبِّـهِ ثــمَ يُعْطيــهِ كــريــما نُحِـبـُهُ حتـى لــو كـان ظلـوما يَليــقُ بمَـنْ غَـدَا حقــاً عظيـما مِنَ الحقــدِ فقـد صـارَ سـقـيـما يَـرَى وجَـهَ الإلــهِ لَـهُ بَـسـيما ونحتـاجُ لـهُ غَـسْـلا حـكـيـما إذا جئنَــا إليـهِ مُـسـتـديــما؟ ألا نَـعْـفُـو عَـن الخَطَـأِ عمومـا؟ فَـمَـا أغْـنَـاكَ في الحُـبِّ عظيـما وتُـعْطـينَـا نَـرى الآبَ الرحـيـما بَهَـاءُ المَجْـدِ مـا أسْـمَى عـمومـا عَلـى صُورَتِـكَ حُـبَّـاً كـريـمـا فقـد أشْـبَـعْـتَـنـا حُـبَّـاً حميمـا
زكريا عوض الله