«ادعُني في يوم الضيق أُنقذك فتُمجدني» (مز50: 15)
«يدعوني فأستجيب له. معه أنا في الضيق. أُنقذُهُ وأُمجدُهُ» (مز91: 15)
ليس أحد منا يحب يوم الضيق. بالعكس إننا دائمًا نفضل حياة “مطمئنة هادئة”، وهذا “حسنٌ ومقبولٌ لدى مُخلّصنا الله” (1تي2: 2، 3). ولكن الله أحيانًا – في محبته وحكمته – يسمح لنا باجتياز “يوم الضيق”. إنه يوم يحمل لنا دعوة خاصة جدًا لأن ندعو الرب ونناديه، ومع هذه الدعوة بطاقة ضمان بتجاوب الرب واستجابته لندائنا. وهذا ما أكده الرب مرة أخرى في مزمور 91: 15 «يدعوني فأستجيب له» أي أنه تجاوب فوري لندائنا ودعائنا. وهذه هي أول بركة نجتنيها من يوم الضيق؛ شركة حلوة بيننا وبينه. نحن ندعوه وهو يتجاوب معنا ويستجيب لنا. لن يسدّ أذنه إطلاقًا بل يتجاوب ويستجيب حسب حكمته.
ولكن هناك ما هو أكثر، ألا وهو استشعار حضوره «معه أنا في الضيق»؛ فإذا كان الضيق مريرًا جدًا كأتون النار المحمّى، فلنثق أنه سيمشي معنا في الأتون، فلا يلذعنا اللهيب ولا يضرنا.
بل إن هناك ما هو أكثر أيضًا: لقد وعد أن ينقذنا، وسينقذنا بالطريقة التي تحدِّدها حكمته، وفي الوقت المُعيَّن مِن قِبَله. وما أعظم وأجمل الإنقاذ عندما يأتي مباشرة من يده!
ولكن هل تتوقف معاملاته عند هذا الحد؟ كلا. بل يوجد ما هو أكثر من الإنقاذ؛ فبعد أن يقول «أُنقذُهُ» يتبعها بكلمة «أُمجِّدُهُ»، أي أُكرِمهُ وأُرَفّعُهُ. وهكذا قد يبدأ اليوم بالضيق، ولكنه ينتهي بالكرامة والرفعة.
ولكن أعظم مما سبق كله هذه الكلمة الرائعة «فتُمجّدني». ما أروع أن يكون لي هذا الشرف وهذه البركة الجليلة؛ أنني أُمجد الله من خلال الضيق، بسبب خضوعي وتسليمي وثقتي العظيمة في محبته، ثم حمدي وتسبيحي على إنقاذه.
دعونا نتأمل كل هذه البركات التي نجتنيها عندما يسمح الله لنا باجتياز «يوم الضيق»؛ شركة، ومعية، وإنقاذ، وكرامة، ولكن أعظم كل البركات هو تمجيده من خلال الضيق.