«طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار» (مز1: 1- 13).
***
هذه الكلمة الرائعة «طوبى» التي هي افتتاحية هذا المزمور، تحمل في جوهرها كل ما يتضمنه هذا المزمور الرائع. فالبركات التي يستعرضها المرنم تتدفق في اتجاهين: من الله إلى الإنسان، ثم تجري عائدة من الإنسان إلى الله. ويجمع داود كل البركات الرائعة في هذه العبارة الواحدة والواسعة (وكل ما يصنعه ينجح).
والآن أسألك عزيزي .. كيف تستطيع أنت أن تكون ذلك الإنسان الذي يضمن نجاحًا لكل ما يصنعه؟ إن داود يقدم لنا خمس قواعد لتحقيق هذا الأمر. ثلاث منها سلبية واثنتان إيجابيتان. والآن لنبدأ بالقواعد السلبية:
إنك يجب ألاّ تسلك في مشورة الأشرار، ويجب ألاّ تقف في طريق الخطاة، كما أنك لا يجب أن تجلس في مجلس المُستهزئين. يوجد رأي قاطع في هذا الأمر: من أين تأخذ مشورتك؟ إن مصدر مشورتك يحدد مجرى حياتك .. إن كانت مشورتك تأتي من أشخاص يرفضون مبادئ الله ويستخفون بمطاليبه، فلا تتوقع يا عزيزي أية بركة من الله.
ثم لنأتِ الآن إلى القواعد الإيجابية:
عليك أن تُسرّ بناموس الرب ـ أي إنك تحب وصاياه، كما أنه عليك أن تلهج فيه نهارًا وليلاً. إن المصدر الوحيد لكل مشورة صالحة ومستقيمة، هو ناموس الرب. إذا وجهت ذهنك وقلبك لمعرفة وصايا الرب وناموسه، وأخضعت طُرقك وفقًا لتعاليم الكتاب المقدس، فإنني أهنئك يا صاحبي، فإن تقرير الرب عنك أنك ناجح في كل ما تصنعه. ربما ـ عزيزي ـ تكون شاعرًا بالتشويش وعدم وضوح الرؤية .. ربما تكون مُتخبطًا في حياتك. لا تخف. تشجع وعُد إلى كلمة الله سريعًا، وطبِّق هذه القواعد التي رسمتها لنا كلمة الله، وتأكد أنك ستحصل على نتائج باهرة وسينطبق عليك القول «وكل ما يصنعه ينجح» .. آمين.