«حدث عند طلوع الشمس أن الله أعدّ ريحًا شرقيَّة حارَّةً، فضربت الشمس على رأس يونان فذَبُلَ. فطلب لنفسه الموت، وقال: موتي خيرٌ من حياتي» (يون 4 :8)
الشمس يمكن أن تكون صديقًا رائعًا، بيد أنها قد تكون عدوًا عاتيًا أيضًا. ولم يكن يونان يرغب أبدًا أن تكون الشمس عدوه، فذبل عندما اشتدت حرارتها عليه، ومن ثم صلى طالبًا الموت لنفسه. ولكن الرب لم يستجب لصلاته، لأن يونان كان بحاجة ماسة إلى الدرس الذي يريد الرب أن يعلمه إياه، فشهادته لأهل نينوى أثمرت نتيجة مدهشة، إذ قاد كل المدينة للرجوع بالتوبة إلى الله؛ ولكن يونان لم يعد بالشكر للرب الذي أظهر رحمته للخطاة التائبين، واغتم بدلاً من ذلك. لقد كان يونان يريد للمدينة أن تهلك في خطاياها!
والشمس مثال لمجد الله المُعلَّن في ابنه الحبيب. وبالنسبة للمؤمنين الذين تمتعوا بمطر كلمة الله المنعش، هذا الإعلان العجيب ملىْ ببركة وفرح لا يُنطق بهما، أما بالنسبة لغير المؤمنين، فهو إعلان متقد، حرارته لا تحتمل. فحقًا أن حرارة دينونة الله مخيفة!
وهكذا أعطى الله ليونان درسًا بسيطًا عن مجده المُبرهن بقوته الفائقة وبره مصحوبًا برياح الدينونة. وعندما تعرَّض إلى هذه الحرارة عاريًا من ظل اليقطينة، اكتئب لأنه لم يحتمل. هل كان لائقًا به أن يتمنى أن حرارة الدينونة تصيب الآخرين؟
وماذا عنا؟ هل نتمنى للآخرين دفء شمس حبة الثمين مصحوبًا بظل وارف لعنايته التي تُنقذ من نيران الدينونة العظيمة. والتي تمنح النور والتعزية، الأمر الذي يملأ القلب بالشكر؟