|
|
|
رُسُلٌ من الله
|
|
لقد جاء الملاك في إرسالية محبة. لقد جاء ليُعلِن لزكريا الأخبار التي ستملأ قلبه بفرح عظيم. وغالبًا – مثلما كان الأمر في كل عصور الكتاب المقدس – نجد الناس يشعرون بالخوف والرهبة من ملائكة الله. ومجدهم السني كان يبعث الانزعاج والرعب لمَن يظهرون لهم. والشيء نفسه غالبًا ما يكون معنا. فحينما يأتي المُرسَلون من الله إلينا، في إرسالية النعمة والسلام، فإننا ننزعج كما لو كانوا مُرسَلين للغضب. وفي أيامنا هذه لا تأتي لنا الملائكة في ثيابهم السماوية، مثلما كانوا يأتون في عصور الكتاب المقدس. نعم هم يأتون الآن بنفس الكثرة، ونفس الحقيقة الواقعية، ولكن يلبسون صورًا مختلفة. فأحيانًا يظهرون في أردية السعادة والضياء والنور، ولكن أيضًا – بل وغالبًا – ما يأتون في ثياب قاتمة. ومع ذلك فإن إيماننا بمحبة أبينا، يجعلنا واثقين أن كل مُرسَل يُرسله لنا – أيًا كانت الثياب التي يرتديها – إنما يُجلِب لنا شيئًا حسنًا.
ملائكة السماء إلينا تأتي في اختفاء |
|
تأتي تحت قناع حزنٍ أو بلاءٍ أو شقاء |
نقشعر منها خوفًا ويوالينا البكاء |
غير أنه ذات يوم سوف يُنتزع القناعْ |
|
فإذا البلوى سرافًا لم يجئ مِن غير داعْ |
جاء يُعطي كل خيرٍ وسلامٍ واقتناعْ |
فتلك الأشياء التي ندعوها تجارب ومعاكسات، حتى وإن كانت تبدو لنا صعبة، إنما هي في الحقيقة ملائكة الله. فقط إذا ما هدأنا قلوبنا وانتظرنا، سنجد أنها رُسُل من السماء، وأنها تُحضر لنا بركات من الله. وبعض الأفراح الروحية ربما قد تتولد من الأحزان الأرضية، لتنتظرنا بعض مفاجآت المحبة العجيبة والحلوة. لذا نحن نحتاج أن نتعلَّم الثقة بالله - ثقة كاملة – لكي لا يُرسِل لنا قط رسولاً يُنذرنا.
جيمس ر. ميللر
|
|
|
|
|