(1 صم 8 :4و5)
من المنظور البشري يمكننا أن نفهم رغبة إسرائيل في وجود ملك، فالظروف بدت سيئة للغاية. صموئيل تقدّم في الأيام وأولاده تركوا الرب ولم يعودوا يسيرون معه. لذلك لجأ الشيوخ في إسرائيل لهذا الحل «أعطنا ملك». وكم أحزن هذا الحل قلب الله. فقد كان هؤلاء الشيوخ والآباء في الأمة وقد عرفوا ما عمله الله كما اختبروا الكثير ومع ذلك فقد صرخوا «أعطنا ملكًا». وبدلاً من أن يدعوا الناس للرجوع إلى الله، سار هؤلاء بالعيان وليس بالإيمان ورفضوا الله. وبعد عدة قرون رفضت الأمة ذاتها ابن الله. كما نقرأ في يو 19 :15 «ليس لنا ملك إلا قيصر». ومؤخرًا عند رجم استفانوس في أع 7 :51 رفضوا الله الروح القدس. ويرد في الكتاب المقدس طلبات مشابهة في سفر الخروج مثل «أعطنا ملكًا، اجعل علينا ملكًا أو اصنع لنا آلهة تسير أمامنا» (خر 32 :21 ؛ عد 14 :4) كما قالوا «دعنا نختار لنا قائدًا ونرجع إلى مصر». فهل نختلف نحن كثيرًا ففي أوقات كثيرة نتمنى أن يكون لدينا شخص روحي مثل الإخوة الأوائل الذين عاشوا في الأيام السالفة الذين كانت لهم الأمانة الروحية. لكن ما يحتاج إليه هو أن نخضع لرآسة الرب وأن نتبع قيادة الروح القدس. وقد رأى الله فشلهم الروحي واستجاب لطلبهم كنوع من التأديب الإلهي. فقد كان لديهم السبب الوافي لرفض أولاد صموئيل، وبدلاً من يرجعوا إلى الرب تحولوا إلى المصادر البشرية، ولقد لاقوا معاناة شديدة نتيجة لتصرفهم. فيا ليتنا نتمسك بالله لا بالإنسان.