«لكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» (رو5: 8).
هناك أسطورة قديمة تُحكي عن فتى فرنسي كان عزيزا ومحبوبًا جدًا من أمه. ولكنه إذ دخل طور الشباب انحرف عن المسار القويم، وعاش حياة لا أخلاقية. وقع هذا الشاب في هوى امرأة ساقطة، قررت أن تتملك الشاب تمامًا، بحيث يصبح طوع بنانها. حاولت الأم جاهدة منع ابنها عن هذا المسار الخطر، وتلك الرفقة الشريرة، مما أهاج غيظ المرأة الأخرى، وأفهمت الشاب أنه إن كان يريد لعلاقتها معه أن تستمر، فعليه أن يتخلص من أمه. رفض الشاب هذا الطلب في بداية الأمر، حتى جاء يوم فيه خرج عن جادة الصواب نتيجة أفراطه في الخمر، وقرر أن ينفذ المطلب الرهيب الذي طلبته عشيقته. وبحسب الأسطورة اندفع الشاب من الحجرة التي كان مقيمًا فيها قريبًا من بيت، حيث قتلها فيه بصورة بشعة. ولم يكتف بقتلها، ولكنه مزق صدرها وأخرج قلبها، وأسرع مهرولاً ليقدم لرفيقته الشريرة دليل إخلاصه، أو بالحري أبشع برهان لخيانته وشره. وبينما هو مندفع تعثر وسقط، وإذ بالقلب الدامي الذي كان بين يديه يصيح فيه: ولدي العزيز هل أصابك مكروه!
إنها مجرد أسطورة. ولكننا نحن نعرف حقيقة أعجب وأروع من كل ما يستطيع فكر الإنسان أن يتصور. فلا يوجد شر وجرم أفظع من الذي ظهر عندما صلب البشر ابن الله، ولا توجد محبة أروع من التي بانت هناك على صليب الجلجثة!