«لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصها على أولادك» (تث6: 6، 7)
****
إن المرء لا يسعه إلا الإشفاق على أطفالنا الذين يشبون في جو فاسد كهذا الجو المحيط بنا، والذي يتجه من سيء إلى أسوأ. في خضم هذا الفساد كم تشتاق قلوبنا أن ترى المؤمنين يجِّدون بإخلاص لتعليم صغارهم كلمة الله الثمينة المخلّصة، لتحفظ أذهانهم وأفكارهم. فمثالا الطفل يوشيا، والطفل تيموثاوس، يحفزاننا نحو اجتهاد أكبر في طريق تربية الصغار التربية المسيحية.. سواء في دائرة العائلة، أو في مدارس الأحد، أو في أي مكان قد يوجدون فيه.
إنني لا أوافق أن نعقد أذرعنا، ونتقاعس قائلين: ”عندما يحين وقت رجوع أطفالنا إلى الله، فسيرجعون.. وإلى ذلك الحين ليس لجهودنا أيّة قيمة“. إن هذه غلطة قاتلة! «الله.. يجازي الذين يطلبونه (باجتهاد)» (عب11: 6)، فهو يبارك جهودنا المدعومة بصلواتنا لتأديب أولادنا. ثم مَنْ باستطاعته أن يقدِّر البركة العظمى التي نحصلها لأولادنا، إذ يرتادون مبكرًا السبيل القويم، إذ تتشكل شخصياتهم وفق التأثيرات المباركة للكلمة، ويحفظ ذهنهم كل ما هو حق وطاهر ومسر؟
ومن الناحية الأخرى فمن يستطيع أن يتجنب النتائج المريرة التي يحصدها كل من سمح لأولاده أن يشبوا بعيدين عن الأمور الإلهية؟ من يقدر أن يسبر أغوار الشرور الناجمة عن الخيال المدنس، والذهن المشغول بالباطل والحماقة والزيف؟ أو من بمقدوره أن يقدر خطورة القلب الذي يحتضن شرورًا أدبية منذ بواكير حياته. إنني موقن أن ثمة مسئولية جسيمة وخطيرة علينا بشأن إتاحة الفرصة للعدو أن يؤثر سلبًا على أذهان أطفالنا، بينما هم في سن مبكرة، سريعو التأثر والتشكيل.
حقيقة أنه لا بد من قوة الروح القدس المحيي. ولكن هذا ينطبق على أولاد المؤمنين كما على غيرهم: ”ينبغي أن يولدوا ثانية“. كلنا نعي ذلك. ولكن هل يقلِّل ذلك من مسئوليتنا بالنسبة إلى أطفالنا؟ هل ذلك يعوق أو يمنع جهودنا الحقيقية لتربية أطفالنا؟ كلا بالتأكيد! نحن مدعوون سواء للاعتبارات الإلهية، أو للاعتبارات الإنسانية، أن نحمي صغارنا الأعزاء من كل تأثير شرير، وأن ندربهم في سبيل القداسة.