أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2007
نابوت اليزرعيلي - (1مل21)
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

لم يسجل لنا الكتاب المقدس الكثير عن نابوت اليزرعيلي، إذ حدثنا عنه فقط من جهة   تمسكه بكرمه ورفضه أن يبيع  ميراث آبائه لآخاب الملك. لكن من خلال هذا القليل نستطيع أن نرى في نابوت رمزًا لربنا يسوع المسيح كما يلي:

  1. نابوت“ اسم عبري معناه ”نبات“ أو ”نبتة“ ولقد كان بالفعل نبتة طيبة، وفي هذا يرمز لمن هو أعظم بما لايقاس، ذاك الذى قيل عنه: «نبت قدامه كفرخ، وكعرق من أرض يابسة» (إش 53: 2)، الذى قال عن نفسه إنه هو "العود الرطب" (لو 23: 31).
  2. كان نابوت ُمحترِمًا للشريعة التي تمنعه كالوارث عن بيع ميراث آبائه (لا 25: 23-28، فلم يبع كرمه لآخاب الملك.  هكذا المسيح أيضاً يقول بالنبوّة: «شريعتك في وسط أحشائي» (مز40: 8)، وهو بحق رجل المزمور الأول الذي قيل عنه: «لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاًً»  (مز 1: 2).
  3. طمعًا في الميراث دبر الأردياء مكيدتهم لقتل الوارث، حتى يسهل لآخاب عندئذ أن يرث الكرم . وهذا يُذكِرنا بالمثل الذي قاله ربنا المعبود ، مشيراً إلى نفسه بابن صاحب الكرم قائلاً: «وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث. هلم نقتله ونأخذ ميراثه» (مت 21: 38).
  4. تنفيذًا لرسائل الملكة الشريرة إيزابل؛ نادى شيوخ مدينة يزرعيل بصوم، ثم أتوا بشاهدي زورٍ من بني بلعال، فشهدا على نابوت بأنه قد جدف على الله وعلى الملك. أليس هذا عينه مافعله رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع مع المسيح؟  نعم فلقد أحضروا شهود زورٍ كثيرين، لكن لم تتفق شهادتهم. ولما لم يجد رئيس الكهنة نفعاً من شهود الزور؛ سأل المسيح ـ مستحلفاً إياه بالله ـ إن كان هوالمسيح ابن الله، فأجاب المسيح قائلاً: «أنت قلت. وأيضاً أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء. فمزّق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً قد جدف. ما حاجتنا بعد الى شهودٍ. هاقد سمعتم تجديفه» (مت 26: 59-65).
  5. لم يسجِّل لنا الكتاب المقدس أي كلام أو دفاع دافع به نابوت عن نفسه تجاه شهود الزور. وبالمثل نقرأ عن ربنا المعبود وهو يسمع شهادات الزور «وأما يسوع فكان ساكتاً» ( مت26: 62). وقيل عنه بالنبوة: «ظلم أما هو فتذلل….كنعجةٍ صامتةٍ أمام جازيها فلم يفتح فاه» (إش 53: 7).
  6. قيل عن نابوت: «فأخرجوه خارج المدينة ورجموه بحجارة فمات» (1مل 13:21). وبالمثل أيضاً أخرجوا الرب يسوع خارج أسوار أورشليم، وصلبوه في موضع الجلجثة. وهذا يذكرنا بالقول «يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب» (عب 13: 12).
  7. كان من المستحيل أن ينجو آخاب وبيته من هذه الجريمة البشعة ـ قتل نابوت البار ـ فلقد طال العقاب الإلهي آخاب وبنيه وزوجته (1مل22: 37-39؛ 2مل9: 22-26؛ 32-37؛ 2مل10: 10، 11).  وإن كان كذلك، فهل يمكن أن ينجو من الدينونة من يعصى المسيح، ويرفض عمل الصليب؟ وهل يمكن أن يفلت من الغضب الإلهي من يهين الله بآثامه، ويغيظه بخطاياه؟  كلا على الإطلاق. فلقد سجل الكتاب قائلاً «فكم عقاباً أشر تظنون أنه يُحسبُ مُستحِقاً من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قُدِس به دنساً، وازدرى بروح النعمة» (عب 10: 29).

لذا صديقي العزيز أدعوك أن تضع حداً لرفضك وعصيانك، لبعدك وزيغانك. إقبل المسيح ملكاً لقلبك وحياتك.

عادل حبيب