أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2014
قُلْتُ أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي»
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
أيها الشاب رفيق السياحة لا تقل في قلبك: “إني أستطيع أن أذهب إلى هنا وهناك دون خوف عليّ فلن أخطئ”. أنت لست كبيرًا على الشر حتى تفتخر هكذا. الطريق أمامك موحلة وعليك أن تتحفظ جدًا لسبيلك، وإلا اتسخت قدماك وربما أيضًا ملابسك. لا تثق في قدراتك التي تفوق الخيال، فالكلمات في صدر المقال قالها شخص كان بحسب قلب الله، وعندما لم يتحذر سقط سقوطًا مرعبً، وقاسى أمر النتائج. واعلم أنه في كل مُنحنى يوجد لص يريد أن يسلبك مجوهراتك، وفي كل وادٍ مريح توجد تجربة، بل وفي كل فرحٍ وفوْز يوجد فخ. الطريق ورطة أمامك فتحّذر. وعندما تصل إلى السماء ستدرك أن العناية الإلهية المصحوبة بقوة القدير هي وحدها التي حفظتك دون أن تتلطخ ملابسك أو قدماك في أحيانٍ كثيرة.

مرة أخرى - صديقي الشاب - تحذَّر لا مرة ولا مرتين، فمن يحمل في يده قنبلة عليه أن يحترس من الاقتراب من الشرار. وأنت أيضًا لا تُدخل نفسك في تجربة. قد تصرخ إلى الله: “لا تُدخلني في تجربة”، وحسنًا تصرخ، ولكن الخوف كل الخوف أن تُدخِل أنت نفسك في تجربة، بل بعد أن تصرخ كن على حذرٍ شديد فكل دقائق تصرفاتك هي سلاح ذو حدين، فانتبه كيف تتعامل مع الظروف في حياتك اليومية.

لا يوجد شيء في العالم يُغذي التقوى في المؤمن، بل فيه كل ما يهدمها، فاجتهد أن تبتعد بالأخص عن مرمى السهام، ولكن إذا وضعتك الظروف قسرًا في مرمى السهام فاحذر أن تكون في متناولها بدون الدرع على صدرك والترس في يدك .. فيا لفرحة الشيطان لو وجدك هكذا! فهذه بالضبط هي ساعة انتصاره. وإن كان لا يستطيع أن يُسقطك صريعًا، لكنه يستطيع أن يُسقطك جريحًا، والسقوط قد يأتي في الوقت الذي تظن فيه أنك أبعد ما يكون عن السقوط.
صديقي الشاب تحذر، تعقّل، انتبه ... لم يسقط أبدًا شخص لأنه كان حذرًا بزيادة.

ليت الرب يحفظك ويباركك، ويقودك من وجه الشر، ويمنحك فهمًا في كل شيء.


سبرجن