أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2014
رَبِّي ... أَيْنَ تَمْكُثُ؟»
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

يجدر بنا أن نسأل: ما هو ثمر إرسالية يوحنا المعمدان؟ وما هي النتائج التي حصدها من خدمته؟ كانت نتائج تليق بخادم تعب لأجل الله، ويمكن لكل خادم أمين للمسيح أن يتوقعها اليوم: شهد يوحنا شهادة أمينة للمسيح. وكيف قُوبلت خدمته؟ في المقام الأول: القادة الدينيون في يومه رفضوا شهادة الله (لو7: 30). ثانيًا: جذب جموعًا غفيرة، ورجال من كل نوع استجابوا لخدمته (لو3: 7-15). ثالثًا: فقط قليليون تجاوبوا حقيقة مع رسالته واستعدوا لقبول المسيا عند ظهوره. وهكذا الحال في كل العصور. عندما يُرسل الله إنسانًا يضطلع بخدمة نشطة أمينة، فلا بد أن ينظر إليه القادة الدينيون بارتياب، ويتمسكون بتفوقهم المزعوم عليه. ومن ناحية أخرى ينجذب كثيرون من الجموع الفضوليين الجائعين للروايات وإثارة المشاعر. في حين أن قليليين تُلمس ضمائرهم وقلوبهم.
«وَفِي الْغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِيًا، فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ!» (يو1: 35، 36). ومرة أخرى يعلن يوحنا المسيح باعتباره “حَمَلُ اللهِ” (يو1: 29، 36). ومن هذا نتعلَّم أنه في بعض الأوقات يتعيَّن على خادم الله أن يكرِّر ذات الرسالة كما نتعلَّم أن الحق الأساسي والجوهري الذي ينبغي على الخادم المُرسَل من الله التنبير عليه بلا انقطاع هو: عمل المسيح الكفاري وذبيحته الكاملة. حذار أن تنسى أخي المبشر أن غرضك الأول هو تقديم سيدك باعتباره “حَمَلُ اللهِ”.
لاحظ أيضًا المكتوب: «كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا ... هُوَذَا حَمَلُ اللهِ!». هذه الكلمات ترسي مبدأ أدبيًا في غاية الأهمية: فإذا أردنا أن نوجه الأنظار إلى يسوع، ونُعلن: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ!»، ينبغي أن نقف في سكون، أي نكف عن أي نشاط جسدي؛ ينبغي أن نصل إلى نهاية أنفسنا. كان ذلك هو الدرس الأول الذي علَّمه الله لإسرائيل بعدما خلَّصهم من مصر. إذ كان المصريون يتعقبونهم قبالة بحر سوف عندما هتف موسى عبد الله: «لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ» (خر14: 13).
«فَسَمِعَهُ التِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ، فَتَبِعَا يَسُوعَ» (يو1: 37). كان هذان التلميذان هما يوحنا وأندراوس. وكانا صيادين. كانا قد التصقا بالمعمدان واعتمدا منه. وليس ذلك فحسب ولكنهما كانا ينتظران بلهفة المسيا والمُخلِّص الموعود به. وأخيرً حلَّ اليوم المُنتظر، وإذا بمعلمهما – الذي وثقا به باعتباره نبيًا لله – يوقفهما، وتُحبس أنفاسه من فرط السرور، ويضع يده عليهما، ويُشير إلى شخص مار، ويهتف: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ!». كان هناك، في هيئة جسمية، المسيا، منتظر كل الدهور. على مرأى أبصارهما كان هناك ابن الله المزمع أن يقدم نفسه ذبيحة عن الخطية. كان ماثلاً أمامهما الشخص الفريد الذي كتب عنه أحدهما لاحقًا: «اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ» (1يو1: 1).
أَلم يتكرر هذا الاختبار مرة ومرات. ألم يحدث أن سمعنا أحدهم يتكلَّم عن المسيح ونحن لم نكن نعرفه معرفة شخصية بعد. أَلم نجلس في حضرة مبشر يُعظم كمالات المسيح، ونسمع رجالاً ونساء يرنمون: “فيك لي يا سيدي كل الكفاية ... فيك ما أرجو وأكثر”، ومن ثم تأثرنا بشهادات قديسي الله الذين شهدوا عن هذا المُحب الألزق من الأخ. أَلم يحدث أننا استمعنا إلى مثل هذه الاختبارات وقلبنا يشتعل شوقًا إلى اختبار مماثل ... ولكننا لم نكن نعرف المُخلِّص معرفة قلبية بعد. وإذا يوم يشرق علينا ونحن نُصغي إلى أحد خدام الرب، أو ربما كنا بمفردنا في مخدعنا نقرأ جزءًا من المكتوب، أو ربما كنا راكعين على ركبنا نصرخ إلى الله أن يُعلن ابنه لنا. أو ربما كنا في غمرة أشغالنا اليومية المعتادة، وفجأة يُعلن لنا الله ذات الشخص الذي كان قبلاً مجرد اسم، وإذ به حقيقة حية. حينئذٍ نقدر أن نقول مع القائل: «بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي» (أي42: 5).

وما هي نتيجة مثل هذا الاختبار؟ آه، لقد استيقظت النفس الآن، وصارت تشعر أنها مُطالبة بفعل ما. مثل هذا الشخص لا يمكنه الآن أن يجلس ويستمع إلى وصف لسجايا المسيح، بل لا بد أنه يقوم ويسعى في طلبه لنفسه، ولا يرضى بأقل من المعرفة الفردية القلبية العميقة مع هذا الأقنوم الإلهي الفريد. فالشخص الذي أُحييَّ يجد في طلب الرب بكل قلبه. وهذا ما حصل مع تلميذي يوحنا. فما أن سمعا معلمهما يقول: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ!»، حتى «تَبِعَا يَسُوعَ» (يو1: 37).

«فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» (يو1: 38). فلم توجد نفس تبحث أو تطلب المسيح عبثًا. ووعده المبارك: «اُطْلُبُوا تَجِدُوا» (مت7: 7). ومن ثم نرى المُخلِّص يلتفت إلى هذين التلميذين، ويوجه إليهما السؤال: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟». وللوهلة الأولى قد يبدو هذا السؤال غريبًا، وربما مخيبًا للآمال. ولكن يستحيل أن يكون هكذا. وشخصيًا أرى أن كلام الرب هنا بقصد امتحان دافع هذين الرجلين، وليعينهما على فهم غرضهما من طلبه. فثمة آلاف الدوافع والحوافز التي قد تدفع الناس ليصيروا ظاهريًا تابعين معترفين بالمسيح. وفي تلك الأيام التي شهدت قصتنا ربما تبع الكثيرون المسيح لأن الجمع كان يطلبه ويتبعه، ومن ثم ساروا معهم؛ مع التيار. وربما طلبه البعض طمعًا في الحصول على الخبز والسمك، وربما سعيًا لشفاء أمراضهم أو مرضاهم. فكثيرون تبعوا يسوع مؤقتًا نظرًا لشعبيته واحترام الشعب له، ولكن قليلين تبعوه لأنهم أحسوا بحاجتهم العميقة إليه، وانجذبوا إليه بفضل كمالات شخصه.

وكما كان الحال وقتها هكذا هو الآن. فالمسيح لا يرغب في قلب مجزأ؛ فإما أن نتبعه بكليتنا، وإلا فلا. إنه لا يقبل سجودًا طقسيًا أو ظاهريًا. فما يريده الرب هو القلب؛ القلب الذي يطلبه لنفسه. ومن ثم نجد السؤال الفاحص لقلب هذين الرجلين: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟».

عزيزي القارئ: ما هي إجابتك عن مثل هذا السؤال؟ ماذا تطلب؟ الإجابة الأمينة عن هذا السؤال تكشف حالتك الروحية. لا يقل أحد أنه لا يطلب شيئًا على الإطلاق، لأن ذلك مستحيل، فلكل قلب غرضه الذي يملك عليه. وإذا لم يكن قلبك موضوعًا على المسيح، فبالضرورة هو موضوع على غيره. فماذا تطلب؟ هل تطلب ذهبًا، أم شهرة، أم تطلب الراحة، أم اللذة ... أم ماذا؟ علام وضعت قلبك؟ هل على معرفة متزايدة عن المسيح؟ أو على اختبار حميم معه، وسير قريب لصيق معه؟ هل تستطيع أن تقول – ولو جزئيًا - «كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ» (مز42: 1).

وجميل أن نلاحظ إجابة هذين التلميذين الجادين: «قَالاَ: رَبِّي ... أَيْنَ تَمْكُثُ؟» (يو1: 38). ويبدو غريبًا أن إجابتهما عن سؤال الرب أثار حيرة كثيرين ممن تناولوا هذا الموضوع. فكثيرون من الشراح فشلوا في إدراك مغزى هذه الكلمات، ولم يجدوا الارتباط المباشر بين سؤال الرب والإجابة التي تلقاها: «رَبِّي ... أَيْنَ تَمْكُثُ؟». دعونا نتناول كل كلمة على حدة.

«أَيْنَ تَمْكُثُ؟» ... كم هو مؤسف وأليم! يا له من سؤال يوجه إلى ابن الله! كيف تنازل إلى مثل هذا الاتضاع؟! هل يمكن أن يوجه مثل هذا السؤال إلى قيافا أو إلى بيلاطس؟ كل واحد يعرف قصرهما. ولكن مَن مِن البشر اهتم بأن يعرف أين يمكث المسيح! ومَن بمقدوره أن يُجيب هذين التلميذين؟ «أَيْنَ تَمْكُثُ؟»؛ لم يكن السؤال وليد الفضول، بل أظهر توقهما للوجود معه. كانا مشتاقين للشركة معه، كما يبدو من مدلول كلمة “تَمْكُثُ (Abide)”.

«أَيْنَ تَمْكُثُ (أنت)؟» ... بهذه الكلمات أجابا عن سؤال الرب: «مَاذَا تَطْلُبَانِ (أنتما)؟». فلم تكن بغيتهما شيئًا يطلبانه (ماذا؟)، بل شخصًا (مَنْ؟). لقد وضعا قلبيهما على شخص المُبارِك نفسه لا سعيًا وراء البركة. ويا لها من بركة لا تُحد نجنيها إذا أصغينا إلى إجابة المُخلِّص عن تساؤل هذين التلميذين: «فَقَالَ لَهُمَا: تَعَالَيَا وَانْظُرَا» (يو1: 39). آه، لقد عرف أشواقهما، وقرأ مكنونات قلبيهما. لقد عرف أنهما يطلبان محضره، وشخصه، والشركة معه. وهو لا يمكن أن يُخيبب مثل هذه الأشواق: «تَعَالَيَا»؛ هذه هي دعوته الرقيقة. «تَعَالَيَا»؛ كلمة تعبر عن ترحيبهه وتؤكده، وهي ذات الكلمة التي ما زال يوجهها لكل متعب مُثقل: «تَعَالَ».

«وَانْظُرَا» ... ونرى أنها كلمة امتحان جديد لهذين التلميذين. وإذ أرشد المسيح هذين التلميذين إلى مقر إقامته، هل كانت تكفيهما زيارة قصيرة له؟ في الواقع كلا! لاحظ بقية الآية: «فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ. وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ»، وهكذا اكتسب ثقتهما الكاملة، وجذب إليه قلبيهما بالتمام، حتى إنهما في أول يوم من لقائهما بالمُخلِّص «مَكَثَا (Abode) عِنْدَهُ»، وهي الكلمة الدالة على الشركة الروحية. نعم، «مَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ. وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ»؛ أي الساعة الرابعة بعد الظهر. ونحن لا نشك أنهما بقيا عنده تلك الليلة، ولكن الوحي لم يذكر ذلك. لماذا؟ آه، إن الروح القدس لا يقول إنهما مكثا عنده “تلك الليلة”، لأنه لا ليل في محضره! لاحظ أيضًا إغفال الوحي لاسم مكان إقامته؛ فيُقال «مَكَثَا عِنْدَهُ». أين؟ لا يُخبرنا الوحي. كان غريبًا هنا، وتابعوه لا بد أن يحذو حذوه، فهم غرباء أيضًا مثله.

«مَكَثَا عِنْدَهُ (معه)» ... كم هو أمر مبارك! لقد صار محل إقامته محل إقامتهما. وهكذا سيكون حال جميع المؤمنين طوال الأبدية. أَ لم يقل: «آخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 3).

«كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِدًا مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ» (يو1: 40، 41). أَلا يُخبرنا ذلك عظم الإشباع الذي وجداه في المسيح. لقد أرادا أن يشاركا الآخرين فرحهما الوليد! وها هو أندراوس يَجِدّ في إثر أخيه سمعان، ويقول له: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا». ويُقال هنا: «هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ»، وهذا يعني أن يوحنا عمل الشيء ذاته مع أخيه يعقوب لاحقًا. وهذا هو امتياز ملذ لكل مؤمن حديث؛ أن يُخبر الآخرين عن المُخلِّص الذي وجده. لا يحتاج في ذلك إلى كلية تؤهله، ولا إلى سلطان من أية كنيسة. بل كل ما تحتاجه لتُخبر الخاطئ الهالك عن المُخلِّص هو قلب اختبره شخصيًا.

لم يخرج أندراوس ليُبشر، لأن هذا العمل يحتاج إلى تدريب بواسطة المسيح نفسه، ولكنه خرج ليشهد شهادة بسيطة وجادة عن المُخلِّص الذي وجده. والذي سعى إليه أولاً هو أخوه. وهذا يُنبر على حقيقة مسؤوليتنا الشخصية، إذ هي أولاً تجاه الأقربين. الشهادة تؤدى أولاً في محيط العائلة.

«فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا أَنْتَ تُدْعَى صَفَا، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ» (يو1: 42). هنا نجد الرب يُعطي سمعان وعدًا مباركًا، تُفهم قوته في ضوء ما كان عليه سمعان بالطبيعة. كان – بالطبيعة – متحمسًا، ومتقدًا، ومندفعًا. ماذا يمكن أن تكون أفكار رجل بهذه الشاكلة عندما سمع أندراوس يدعوه إلى يسوع بادئ ذي بدء؟ عندما سمع أن المسيا هناك، وتلقى الدعوة للذهاب إليه، عندما عرف أن السيد يطلب خدامًا أوفياء مُكرَّسين؟ هل قال: هذا يناسب أندراوس الوادع الهادئ، ولكنه لا يناسبني أنا؟ هل قال: لماذا أكون صخرة عثرة من أجل المسيح، طبعي المتحمس ولساني المندفع سيعوقاني؟ إذا دارت بخلده مثل هذه الأفكار – كما نعتقد – فلنا أن نتيقن أن كلمات المسيح نزلت على مسامعه بردًا وسلامًا.

«فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا» ... وهكذا أظهر الرب أنه يعرف سمعان بالفعل معرفة وثيقة، ولكنه أضاف: «أَنْتَ تُدْعَى صَفَا». “صَفَا” كلمة أرامية تعني “صخرة” في حين أن “بطرس (Petros)” هو الصيغة اليونانية وتعني “حجرًا”. مبارك إذن وعد الرب: «أَنْتَ سِمْعَانُ»؛ اسمه الطبيعي - متزعزع وغير ثابت؛ نعم أنا أعرف كل شيء عنك - «أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» اسمه الجديد؛ “صخرة”، أي ثابت ومكين. إذًا فالمسيح وعده أن يتكفل به. وهذا ما نجد اتمامه المبارك بعد قيامة المُخلِّص!

إلا أننا نعتقد أن ثمة تطبيق أوسع ومعنى أعمق لهذه الآية حيث تنطبق على جميع المسيحيين المؤمنين. فهذه الأحداث وقعت في اليوم الثالث؛ أي تنتمي إلى التدبير المسيحي تحديدًا. فبطرس هنا يُنظر إليه باعتباره ممثلاً لجميع المؤمنين. ومعاني الأسماء هنا لها دلالتها: “فسمعان” تعني “استماع”، “بن يونا” التي تعني “عطية الله”. فنحن نصير مسيحيين بسماع كلمة الله (رو10: 17). وهذا السماع الروحي هو عطية الله، وكل مؤمن يصير حجرًا «كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ - كَحِجَارَةٍ   حَيَّةٍ».



آرثر بنك