أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2014
كيف نتعامل مع الفشل
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ» (2تي1: 7)

“برنابا” من الشخصيات البارزة في سفر الأعمال، ويأتي الحديث عنه في سبعة فصول من السفر، وقد تميَّز بصفات روحية نشتاق أن تُغْرَس في قلوب القديسين هذه الأيام:

نرى تضحياته – أدبيًا وماديًا - لأجل الرب، فلقد باع الحقل الذي كان يمتلكه، وأتى بالدراهم عند أرجل الرسل، مُعتبرًا المال مجرد عبد، مكانه عند الأقدام، إذ كان الرب وحده هو سَيَّده خيره لا شيء غيره.

نرى فيه صفة الراعي الذي له البصيرة والتمييز، إذ أتى بشاول إلى الرُّسُل «وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ، وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ». وبعد أن كان الجميع يخافون شاول، صار في شركة وخدمة معهم.

نرى 3 مشاهد: الأول في أنطاكية، عندما آمن عدد كثير من اليونانيين، ورجعوا إلى الرب، عن طريق كرازة الذين تشتتوا مِنْ جراء الضيق الذي حصل بعد استشهاد استفانوس. وعندما سُمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم، أرسلوا لهم الرجل المناسب؛ برنابا «الَّذِي لَمَّا أَتَى وَرَأَى نِعْمَةَ اللهِ فَرِحَ، وَوَعَظَ الْجَمِيعَ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الرَّبِّ بِعَزْمِ الْقَلْبِ». ويشهد الروح القدس عنه «أَنَّهُ كَانَ رَجُلاً صَالِحًا وَمُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالإِيمَانِ»، وعلى يديه «انْضَمَّ إِلَى الرَّبِّ جَمْعٌ غَفِيرٌ». وهنا تظهر صفة أخرى في برنابا: انكار الذات، والاهتمام بعمل الرب، إذ إنه خرج إِلى طَرسُوس لِيَطلُب شَاوُلَ «وَلَمَّا وَجَدَهُ جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ» من أجل التعليم واستخدام مواهبه. واشتركا معًا في الخدمة في أنطاكية سنة كاملة. ثم نرى اهتمامه بخدمة فقراء القديسين، حيث جمعوا خدمة، وأُرسلت لأورشليم بواسطة برنابا وشاول.

نقرأ «وَرَجَعَ بَرْنَابَا وَشَاوُلُ مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَا كَمَّلاَ الْخِدْمَةَ». فالعمل الذي كُلِّف به مع شاول لم يُقصَّرا فيه، بل أكملاه، وعلاوة على ذلك، أَخذا معهما وجهًا جديدًا للخدمة «يُوحَنَّا الْمُلَقَّبَ مَرْقُسَ».

نراه بين الأنبياء والمعلمين في أنطاكية، حيث يفرزه الروح القدس مع شاول لخدمة الأمم، فخرجا معًا في الرحلة التبشيرية الأولى في آسيا، والتي لم يستكملها معهما مرقس. وتعرَّضا للمقاومة أثناء هذه الرحلة، في عدة أماكن، لكن كلمة الله انتشرت في كل الكورة، وامتلأ التلاميذ من الفرح والروح القدس.

تعرَّض برنابا مع بولس للاضطهاد والمقاومة، حتى وصل إلى لسترة، وحدثت معجزة شفاء الأعرج، وأتى كهنة زفس لإكرامهما. وهنا ظهرت أمانتهما للرب، فقد مزقا ثيابهما، وكفا الجموع بالجهد أن لا يذبحا لهما. وكان برنابا سبب تشجيع لبولس الذي رجموه، وعاودوا الخدمة معًا في التبشير وزيارة المدن التي سبق زيارتها، لتشجيعهم في الضيقات. يا له من رجل للمهام الصعبة!

نراه مدافعًا عن الحق ضد المعلمين الكذبة الذين أرادوا مزج الناموس بالنعمة، فصعد مع بولس وآخرين، من أنطاكية إلى أورشليم، لبحث الأمر مع الرسل والمشايخ، ثم عادا إلى أنطاكية، يحملان رسالة المجمع، دفاعًا عن حق الإنجيل، ومعهما يهوذا وسيلا، وكانوا بوعظهم وتعليمهم، سبب تعزية للإخوة في أنطاكية.

وفي نهاية أعمال 15 حدث افتراق بين برنابا وبولس بسبب إصراره على أخذ ابن اخته مرقس، وربما بطابعه التشجيعي عرف أن مرقس رُدت نفسه، وسيكون نافعًا فيما بعد. وهذا فعلاً ما أقرَّ به بولس في 2تيموثاوس 4: 11 «مَرْقُسَ ... نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ
وهيب ناشد