«طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا» (يع ٥: ١٦-١٨)
يضع الروح القدس أمامنا إيليا كمثال بارز للقديس المُصلي. وإن نظرة مختصرة لحياته في الصلاة كفيلة بتشجيعنا، خاصة بعد أن أخبرنا أنه كان «إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا».
(١) قبل خدمته العلانية صلى في السر: في رسالة يعقوب نقرأ أن إيليا صلى فلم تُمْطِر. ولكن بالرجوع إلى سفر الملوك الأول لا يُذكر ذلك. إن سبيل القوة في الخدمة العلانية لله هو الوقت الذي نقضيه في صلاة خاصة.
(٢) قضى وقتًا مع الرب: ولذلك نقرأ أن كلمة الرب كانت إلى إيليا (١مل ١٧: ١، ٢). لقد عرف فكر الرب، كما يحدث معنا الآن حين نقضي وقتًا مع الرب في كلمته المكتوبة.
(٣) كانت صلاته الجهارية بسيطة ومباشرة: فصلاته التي استنزل فيها النار من السماء مدونة في سطور قليلة (١مل ١٨: ٣٦، ٣٧). ولا شك أن هذه الصلاة الواضحة البسيطة تعكس السبيل الذي انتهجه إيليا في صلاته السرية.
(٤) كانت صلواته حارة: انظر إليه وهو على قمة جبل الكرمل، محصورًا أمام الله، بعدما انصرفت الجماهير، وبعدما تأيد علانية مِن قِبَل السماء والشعب، نبيًا للرب (١مل ١٨: ٤٢-٤٥). فلا وقت أمام إيليا لينتفخ بانتصاره.
(٥) استمر إيليا في صلاته: حتى بعدما عرف ماذا يُزمع الرب أن يفعل. ماذا عنا نحن؟ غالبًا عندما نرى مؤشرًا أن الرب سيُجيب طلباتنا، نتحوَّل إلى نشاطات أخرى. ولم يكن إيليا كذلك.
(٦) في الوقت الذي كان إيليا فيه مستمرًا في صلاته، كان يراقب ويترقب. وإذ قضى وقتًا في محضر الله، كان قادرًا على التفسير الصحيح، إذ عرف كيف سيعمل الله!
ل. ج. موسيلمان