في عددنا السابق تأملنا في فئات الشخصيات التي ارتبطت بولادة “مَلِك الْيَهُودِ” (مت ٢). فتأملنا في: (١) هِيرُودُسُ الْمَلِكُ. (٢) رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ. ونواصل في هذا العدد تأملاتنا عن:
ثالثًا: المَجُوس الحُكماء
ترى ماذا كانت الخصائص المُميِّزة لهؤلاء الرجال؟ لقد كانوا حكماء بأفضل معنى. وقد أرشدهم النور الإلهي، وقادتهم الحكمة. لقد كانت لهم صلة بالله. وعندما رأوا النجم يسير أيقنوا أن الله قد قادهم، ولقد اختبروا السعادة إذ يقودهم نحو المُخلِّص. لقد سعوا إلى الرب يسوع، ولم يعقهم شيء. كان المسيح هو غرض نفوسهم، وقد وجدوه. ولقد اعترفوا به كالله القدير «فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ» (ع ١١). لقد خدموه بهداياهم، مثلما خدموه بقلوبهم، إذ «فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا» (ع ١١).
ويجدر بنا أن نلاحظ شيئًا آخر في هؤلاء الحكماء، أنهم قد أطاعوا الله أكثر من الناس (أع ٥: ٢٩)، لأن الله قد أوحى إليهم أن لا يرجعوا إلى هِيرُودُس، الذي كان قد طلب ذلك منهم، ولذلك «انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ» (ع ١٢). لقد كان التقرير عن هؤلاء الحكماء بسيطًا وموجزًا، ولكن طريقهم تقف في تباين ملحوظ مع الفئات الأخرى من الشخصيات التي تجمعت معًا.
يا قارئي العزيز: بينما أُحذرك ضد الأساليب الخبيثة لهِيرُودُسُ والْكَهَنَة وَالكَتَبَة، فإنني أتضرع إليك بأعلى قدر من الجدية أن تأخذ في اعتبارك أن تكون مثل هؤلاء المَجُوس الحُكماء. لقد خضعوا لما يُعلّمه إياهم الله. فهل فعلتَ أنت مثل ذلك؟ لقد سعوا ووجدوا المُخلِّص. فهل فعلتَ مثلهم أيضًا؟ لقد سجدوا له وخدموه بهداياهم الثمينة. فهل فعلتَ أنت أيضًا؟ وعندما وجدوا أن الناس يأمرونهم بشيء، والله يأمرهم بشيء آخر، أطاعوا الله بدلاً من الناس. فهل فعلتَ ذلك؟
حتى هذه النقطة كنا نتطلَّع إلى ولادة “مَلِك الْيَهُودِ”. أما الحدث العظيم المجيد الذي سنتأمله الآن، فهو قي موقع مبارك لأقصى حد، ويليق بنا أن نمعن النظر فيه، نظرًا لعظمته، حتى بالنسبة لما رأيناه حتى الآن. وقصدي أن أُشير إلى صليب الجلجثة. نعم، فصليب المسيح هو موقع الالتقاء السعيد بين الله والإنسان. وبدون موت الصليب لا يكون انتصار على الموت. وبدون موت الصليب لا يكون خلاص من الجحيم. وبدون موت الصليب فلا يمكن أن يكون للعالم أي شعاع من البهجة نحو المستقبل. وبدون موت الصليب لا يُمكن لأي خاطئ أن يصل مُطلقًا إلى مساكن المجد. ولكن الإنجيل المبارك يُعلن أن المسيح قد مات. والكتاب المقدس يُبرز أمامنا - بكل جلاء – القيمة الأدبية لموت المسيح. كما أن ربنا يسوع قد علَّم بنفس الشيء، فهو قد قال: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يو ١٢: ٢٤). فسلام المؤمن مع الله إنما هو فقط بواسطة عمل المسيح الفدائي. فنحن قد تبرَّرنا بِدَمِهِ، وتقدسنا بِدَمِهِ، ولنا به قدوم إلى محضر الله، حيث يوجد كاهننا العظيم، بكل قيمة ِدَمِهِ الكريم. وفي موت المسيح نرى محبة الله العجيبة للإنسان، والتي أُعلِنت بأجلى بيان. فهناك نرى المسيح قد “أَحَبَّ الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا» (أف ٥: ٢٥). وهناك نرى “مَلِك الْيَهُودِ” قد مات لأجل هذه الأُمَّةُ كُلُّهَا، لكن ليس عن الأمة وحدها (يو ١١: ٥٠). وهناك نرى أن «اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ» (٢كو ٥: ١٩). وهناك نرى بغضة الله اللامتناهية للخطية، ومحبته العجيبة للخطاة. وهناك نرى ربنا يسوع المسيح، وقد حمل خطايانا في جسده على الخشبة (١بط ٢: ٢٤). وهناك جُعِلَ خطية لأجلنا (٢كو ٥: ٢١). وهناك جُعِلَت نفسه ذبيحة للخطية. وهناك قد تألم مرة تحت غضب الله، لكيما نجد السلام الأبدي والبركة الأبدية.
لقد رُفِعَ “مَلِك الْيَهُودِ” على خشبة اللعنة لأنه «خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا! ... وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ، بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللَّهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ» (يو ١١: ٥٠، ٥١). وعند هذه المناسبة الحزينة أدرك بِيلاَطُسُ القاسي أن يسوع هو “مَلِك الْيَهُودِ”، فلذلك لم يسأل الرب المبارك عما إذا كان هو “مَلِك الْيَهُودِ”، ولكن بعد قليل – وقبل أن يُسلّمه للصلب – تحوَّل إلى الشعب قائلاً: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ! ... أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» (يو ١٩: ١٤، ١٥)، ثم «كَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ ... وَكَانَ مَكْتُوبًا بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَاللاتِينِيَّةِ (اللغات الثلاثة الأكثر أهمية في العالم)». وهكذا كان بِيلاَطُسُ متمسكًا بما قال قصدًا، حتى إنه عندما قال رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ له: «لاَ تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ، بَلْ: إِنَّ ذَاكَ قَالَ: أَنَا مَلِكُ الْيَهُودِ! أَجَابَ بِيلاَطُسُ: مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ» (يو ١٩: ١٩-٢٢). وبلا شك أن الله كان له قصد في كل هذا. ورغم أن الأُمَّة الإسرائيلية رفضت عندئذٍ أن تعترف به كَمَلِكُهُم، إلا أن فرحتهم ستكون في مجيء المسيح الثاني، ليعرفوا أن لهم “فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ” (أف ١: ٧؛ رو١١: ٢٧).
مجروح لأجل الخطا
مسحوق لأجل الآثام
وعلى صليب الجلجثة
مرفوض من شر الآنام
لقد سأل المَجُوس الحُكماء: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» ... لقد كان يومئذٍ في بيت لحم، مُقَمَّطًا بثياب الرُّضَع، ولكن المَجُوس الحُكماء «خَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا» (مت ٢: ١١). ولقد اعترف به “ِإسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ”، قائلاً له: «أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» (يو ١: ٤٧-٥١). وكالمسكين والملك المُتضع، ركب على جحش على جبل الزيتون، وهتفت له الجموع «أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» (لو ١٩: ٣٨). ولكنهم «وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُوانًا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ» (مر ١٥: ١٧). ولقد صُلِبَ علنًا، خارج أورشليم، «مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ» (لو ٢٣: ٣٣)، باعتباره «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ» (يو ١٩: ١٩).
ولكنني ما زلت أسأل: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» ... أين هو الآن؟ إنه لم يعد بعد على الصليب، ولا في القبر. ومع أنه «كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضُعْفٍ، لَكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ» (٢كو ١٣: ٤). لقد قام من الأموات، بقوة العلي القدير، مُنتصرًا على الرؤساء والسلاطين، وصعد بالمجد والبهاء، وسط التهليلات التي لا تتوقف من الأجناد السماوية التي لا يُحصى لها عدد، التي انبهرت أبصارهم بمنظره البهي، وهم يُرحبون بـ“مَلِكُ الْيَهُودِ”، وهو يجلس على عرش جلال السماوات، «مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ» (عب٢: ٩). فَـ“مَلِكُ الْيَهُودِ” المرفوض، لقد قام من الأموات «بِمَجْدِ الآبِ» (رو ٦: ٤)، و«رُفِعَ فِي الْمَجْدِ» (١تي ٣: ١٦)، و«الَّذِي هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ، إِذْ قَدْ مَضَى إِلَى السَّمَاءِ، وَمَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ» (١بط ٣: ٢٢). ولكن – حتى إلى هذا الحين – لم يعرفه اليهود! لقد ظلوا في العمى، وفي عدم الإيمان، مُتممين نبوة هوشع: «لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَيَقْعُدُونَ أَيَّامًا كَثِيرَةً بِلاَ مَلِكٍ، وَبِلاَ رَئِيسٍ، وَبِلاَ ذَبِيحَةٍ، وَبِلاَ تِمْثَالٍ، وَبِلاَ أَفُودٍ وَتَرَافِيمَ» (هو ٣: ٤). وما زالوا مُشتتين بين الأمم، بينما مدينتهم المُقدسة في خربٍ، بسبب خطيتهم، فزيتونة هذا الشعب «مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الإِيمَانِ قُطِعَتْ». ولكن الكتاب يُخبرنا أن الله قادر أن يُطعِّمهم في الزيتونة مرة أخرى (رو ١١: ٢٠-٢٣). نعم، فالله قادر أن يجعل القشور تسقط عن أعينهم، حتى أن الأمَّة ستوُلد من جديد، وهو قادر أن «يَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ»، ويُحضِرهم إلى أرضهم (مز ١٤٧: ٢). ويقول هوشع في العدد التالي: «بَعْدَ ذَلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ الرَّبَّ إِلَهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ وَيَفْزَعُونَ إِلَى الرَّبِّ وَإِلَى جُودِهِ فِي آخِرِ الأَيَّامِ» (هو ٣: ٥). وعندئذٍ سيفرح اليهود بملكهم الذي «مَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ» (مز ١٠٣: ١٩)، وأيضًا «يَمْلَأُونَ وَجْهَ الْمَسْكُونَةِ ثِمَارًا» (إش ٢٧: ٦).
ولكن هذا كله سيتم ليس على أسس جسدية، بل على مبدأ النعمة السيادية المجانية، بواسطة عمل الفداء الذي أتمَّه الرب يسوع المسيح الذي مات لأجل الأمَّة. وعندئذٍ سيعرفون أن المسيح قد صُلِبَ ذبيحة لهم، وأنه قام ليكون مُشرّعهم، وارتفع ككاهنهم العظيم، وتمجَّد ليكون ملكهم. وعندئذٍ سيختبرون بركات العهد الجديد الذي تكلَّم عنه إرميا النبي: «بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ، قَائِلِينَ: اعْرِفُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ» (إر ٣١: ٣٣، ٣٤).
والآن، وقد رفضت أمَّة اليهود الرب يسوع المسيح، فالله يُرسل إنجيله إلى كل العالم، ليجمع من الأمم شعبًا على اسمه. ومن الطبيعي أن يهوديًا هنا، أو آخر هناك، يقبل الإنجيل، مثلما فعل كثيرون من قبل، وذلك لكي تتكون كنيسة الله من كلٍ من اليهود والأمم، مُتحدين في جسد واحد في المسيح؛ «إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا»، جُعِلَ قريبًا لله في المسيح، بِدَمِهِ (أف ٢: ١٥).
وقد تكلَّم جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ عن مُلْك المسيح للمُطوَّبة مريم، بالارتباط مع ولادته «وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ» (لو ١: ٣١-٣٣). ولذلك نستطيع أن نفهم لماذا أشار بطرس إلى ظهور الرب، عندما خاطب الشعب في أورشليم قائلاً: «يُرْسِلَ (الله) يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُبَشَّرَ بِهِ لَكُمْ قَبْلُ. الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ السَّمَاءَ تَقْبَلُهُ، إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ، الَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا اللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ» (أع ٣: ٢٠، ٢١). وها نحن الآن مسرعون نحو أزمنة الرَّد هذه. وسينزل الرب سريعًا من السماء. وستُخطَف عروسه المحبوبة – كنيسته – لتقابله في الهواء. ثم سيظهر بالمجد، وقديسوه معه، وسيملك - كَمَلِك الْيَهُودِ – على بيت يعقوب. وكآدم الأخير، فإن الخليقة ستُستعلَن في الخضوع له، إذ ستُعتَق من عبودية الفساد. وكالملك على كل الأرض، ستسجد كل قبائل الأمم أمامه. وبلهيب نار ونقمة، سيضع كل أعدائه تحت قدميه. وكم هم سعداء هؤلاء الذين يستطيعون أن يقولوا بصدق: «آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ».
والآن – يا قارئي العزيز – إنه يُخلِّص إلى التمام. وسيُخلِّصك إذا أتيت إليه. وما أعظم أن تكون لغة قلبك:
مذنبًا ضعيفًا كدودة عاجزة
أقع بين ذراعيك العطوفتين
أنت ربي ... وأنت بري
وأنت مُخلِّصي ... وأنت كل شيء لي