أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يوليو السنة 2009
نوح رئيس الخلاص - دروس ورموز
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

يمثل نوح في الفلك «رئيس الخلاص».  ومن الطبيعي وبصفة حتمية أن يكون «المُخلِّص» هو «الرب» و«السَيِّد».  في إنجيل لوقا أيقظت تحية الملائكة الرعاة، وكانت التحية تتضمن البشارة بالمُرسل السَّماوي في صفتيه «كالمخلِّص» و«الرب»: «أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ» (لو2: 11).

هذان اللقبان جمعهما الله معًا، لكن الناس لا يُريدون اجتماع الصفتين معًا.  فالناس ترحب كثيرًا بفائدة يحصلون عليها من يسوع المسيح المُخلِّص، لكنهم لا يرحبون أبدًا بالخضوع له ولسلطانه كالرب والسَيِّد.  لكن كما قلنا من الطبيعي والحتمي أن يكون المخلِّص هو «الرب والسَيِّد»، وذلك لأن الخلاص لا يقود للفوضى وغيبة الضوابط، بل يقود إلى الترتيب ومتانة الإيمان.

كم نكون جاحدين أيها الأحباء، بل وغير عُقلاء إن نحن تجاهلنا على أية صورة مطاليب سلطان الرب علينا كمؤمنين ـ «هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ» و«لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهٌ عَظِيمٌ مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ» (مز45: 11؛ مز95: 3).

نعم ما أرهبه فكرًا إن نحن استبعدنا إرادة الرب سيدنا من حياتنا ولو للحظة.  لأن كل ما فينا وما حولنا يحتاج إلى إرادته الكاملة وفكره الصالح وتدبيره الناجح.  الخلاص عظيم أيها الأحباء وعبور الدينونة عنا جميل، لكن الخضوع للمخلِّص أعظم وأجمل.

كان الفلك وسيط الخلاص، وفي الفلك كان نوح رئيس الخلاص إشارة إلى المسيح «كَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ» (عب3: 6).  يجمع رئيس الخلاص خاصته؛ تلك الخاصة التي احتمت في الفلك والتي تتمثل في المستقبل بالبقية المفدية التي ستجتاز في ضيقة عظيمة بعد اختطاف أخنوخ الذي يمثل ارتفاع الكنيسة عن الأرض.  يجمع رئيس الخلاص هذه الخاصة لتتمتع بعد اجتياز الضيق إلى راحة وبركة الأرض المُجددة حيث تتصاعد روائح السرور من المُحرقات المقبولة.

ليتنا لا نكتفي عند حد الفرح بخلاص المخلص، لكن بالأولى نخضع له ولسلطانه، باعتباره الرب والسَيِّد.

(يتبع)

شنوده راسم