«فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت5: 16). من مدة طلب أحد الإخوة الشبان الاشتراك في مائدة الرب، مقرًا بأن له حياة أبدية بموت المسيح. فسأله الإخوة عما إذا كان يذكر الخدمة التي آمن على أثر سماعها. فأجاب على الفور: لا. فسألوه: هل كان اهتداؤه على أثر حديث مع أحد المؤمنين، أم نتيجة لقراءة لقراءة أحد الكتب، أم أن العناية الإلهية قد أيقظت نفسه بمعاملة خاصة؟ فأجاب قائلاً: لا شيء من ذلك له علاقـة بأمر إيماني وخلاصي، ولكن يقطن بجواري في البيت الذي أسكن فيه عامل بأحد المحال التجارية، لاحظت لأول وهله أنه يمتلك شيئًا لم أحصل عليه أنا، لأنه كان دائمًا سعيدًا هادئًا، ووجهه مشرق بنور سماوي وفرح عجيب، وكنت أشعر عندما ألتقي به بجو مليء بالمحبة والقداسة. هذا في الواقع هو ما ربح قلبي للمسيح، فإني بواسطة حياة ذلك الشخص، رجعت إلى الكتاب المقدس، كلمة الله، لأجد فيها ما ينقصني.

 «لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ» (أم6: 23). حدث أن أمًا مؤمنة كان لها زوج كافر يهزأ بالأمور الإلهية والروحية في محضر أولاده، ولكنها رغمًا عن ذلك استطاعت أن تربيهم في مخافة الرب. ولما سُئلت كيف استطاعت أن تحفظهم من تأثير والد كهذا؟ قالت: منذ نشأة أولادي كانوا يرون الكتاب المقدس على مكتبي، وهو الذي كيَّف ونظم كيانهم الداخلي. كنت على مكتبي، وهو الذي كيَّف ونظم كيانهم الداخلي. كنت أنا صامتة وجعلته هو يتكلم. فإذا ما قدموا لي سؤالاً، أو ارتكبوا خطأ، أو عملوا شيئًا صالحًا، في كل هذه الظروف كنت أفتح الكتاب، وكان الكتاب ذاته يقدم الجواب، ويصلح الخطأ، ويشجع على الصلاح. لهذا فقراءة الكتاب لهم على الدوام هي التي أنشأت هذا الذي يدهشك.

1- بلعام: «ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟» (عد23: 19)

2- الشياطين: «أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ» (لو4: 34) 3

- الفريسيون: «هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ» (لو15: 2). 4

- بيلاطس: «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ» (يو19: 19).

 5- اليهود: «خَلَّصَ آخَرِينَ» (مت27: 42).