أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يونيو السنة 2007
ثالثًا:المخلص العظيم - تأملات فى عظمه ربنا يسوع المسيح
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
إلهنا ومخلصنا يجب أن نلاحظ أنه في تيطس 2: 13 يُدعى – تبارك اسمه - ”إلهنا ومخلصنا“. بلا شك أنه من الأهمية بمكان لكل مؤمن أن يعرف الرب يسوع المسيح باعتباره مخلصًا وفاديًا شخصيًا له. إن عبارة ”إلهي ومخلصي“ ذُكرت أيضًا في تسبحة العذراء المطوَّبة مريم عندما قالت: «تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي» (لو1 : 47). إنه من المألوف أكثر أن نصف الله أو المسيح بأنه فادينا، مما يعني أننا كأشخاص مفديين، لسنا متروكين لأنفسنا، بل مرتبطين بجميع الذين سيرثون الخلاص. علاوة على ذلك فإن المسيح يدعى ”الله العظيم ومخلصنا“ (تي 2: 13). لقد سبق أن رأينا بعض ملامح عظمته كمخلص، إلا أننا في هذا العدد نُخبَر بصورة واضحة وصريحة أنه عظيم. هذا قد تأكد بالكلمات اللاحقة ”الله والمخلص“. إن هذا العدد من أقوى براهين الكتاب على أن المسيح هو بالحقيقة الله. لا مجال للشك في عظمته لأنه هو نفسه ”الله المبارك إلى أبد الآبدين“ (رو 9: 5). نفس هذا التعبير تقريبًا نجده فـي 2بطرس 1: 1 إذ مكتوب «إلهنا والمخلص يسوع المسيح». وفي الرسالة نفسها ذكرت عبارة ”الرب والمخلص“ مرتين (2بط 3: 2، 18). إن المسيح هو الرب، وهو الله : الله الابن، الخالق، الكلمة الأزلي، الذي كان في البدء عند الله، وكل شيء به كان (يو 1: 1-3؛ كو 1: 15 – 17؛ عب 1: 1 – 2). ولكنه أيضًا ابن الله بالتجسد. الكلمة صار جسدًا. ظهر في الجسد. فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا (يو 1: 14؛ 1تي 3: 16؛ كو 1: 19؛ 2: 9). إنه هو ”الإله الحق والحياة الأبدية“ (1يو 5: 20). إنه الله وإنسان في شخص واحد. فمع أنه كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس (ولكن بلا خطية). لقد اشترك في اللحم والدم (في 2: 6، 7؛ عب 2: 14؛ 4: 15). كم هو عظيم ربنا الذي دُعي هنا إلهنا ومخلصنا. إنه هو الله الحقيقي الذي صار إنسانًا لكي يصبح مخلصنا. إن ألوهية المسيح ليست مؤكدة فقط في العهد الجديد، ولكنها أيضًا مذكورة في العهد القديم (انظر إشعياء 9: 6؛ ميخا 5: 2). فالمسيَّا المخلِّص ليس أقل من كونه يهوه نفسه. إن الكلمتين ”الله“ و ”مخلص“ متلازمتان وتكوّنان أُلفة عجيبة. ومن المدهش أنها تذكر أيضًا في العهد القديم (انظر مزمور 106: 21؛ إشعياء 43: 3؛ 45: 15، 21؛ هوشع 13: 4). إن الرب هو إله عظيم، وليس معه مخلص آخر. إننا في العهد الجديد نقابل هذا الإله المخلص في شخص ربنا يسوع المسيح. إنه هو «الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح» (تي 2: 13). إنه الرجل المتواضع يسوع، الذي هو في الوقت نفسه المسيح، الممسوح من الله. إن الله قد جعله ربًا ومسيحًا (أع 2: 36). إنه هو الشخص الذي من خلاله ينفذ الله مخططاته، مسيح الله الذي يتمم مشيئته، والذي مسرة الرب بيده تنجح. من الجدير بالملاحظة أن تعبير ”الله مخلصنا“ أو ”مخلصنا الله“ هو لازمة مميزة لكل من الرسالة إلى تيطس والرسالة الأولى إلى تيموثاوس (1تي 1: 1؛ 2: 3؛ تي 1: 3؛ 2: 10؛ 3: 4). هذا اللقب المميز يوضح لنا علاقة الله الخاصة بالإنسان في الوقت الحاضر. كان الله قد أعلن عن نفسه في العهد القديم باعتباره الخالق والديان، وأيضًا مُعطي الناموس لإسرائيل. ولكن التدبير الحالي له وضع مختلف. فنحن لسنا تحت الناموس ولكن تحت النعمة (رو 6: 14). ففي المسيح أعلن الله عن نفسه باعتباره مخلصنا، وبصفته هذه فإنه الآن يمد يده ليس فقط لإسرائيل ولكن لكل الأمم أيضًا. إن الله مخلصنا يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفــة الحـق يُقبِلـون (1تي 2: 4). «ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصًا للعالم» (1يو 4: 14). لقد أثبت الإنسان أنه خاطي متأصل سواء وهو تحت الناموس أو بدون الناموس، لا فرق في ذلك بين اليهودي والأممي. ومع ذلك، ففي المسيح، أعلن الله نفسه الآن كمخلصنا على أساس عمل المسيح الكامل على الصليب، وقيامته من الأموات. لقد أظهر الله خلاصه، وهو الآن يقدم هذا الخلاص العظيم للجميع، طالما يوم النعمة لم ينته بعد. إن ما يُقدَم ليس مجرد غفران الخطايا فحسب، ولكن أيضًا تغييرًا داخليًا كاملاً، عبارة عن ولادة جديدة لذوي الطبيعة الشريرة، ومنح حياة للأموات بالذنوب والخطايا، وتحرير كامل من سلطان الخطية والموت، وعلاقة جديدة مع الله. فأي عاقل يُهمل خلاصًا هذا مقداره ؟! (عب 2: 3). من الجدير بالملاحظة أيضًا في رسالة تيطس أن كلاً من ”الله“ و ”المسيح“ يُطلق عليهما بالتبادل لقب ”مخلصنا“ في كل أصحاح. ”مخلصنا الله“، ”يسوع المسيح مخلصنا“ (تي 1: 3، 4)، ”مخلصنا الله“، ”الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح“ (تي 2: 10، 13)، ”مخلصنا الله“، ”يسوع المسيح مخلصنا“ (تي 3: 4، 6). هذا يبرهن مرة أخرى أن المسيح واحد مع الآب. ففي المسيح أعلن الآب عن نفسه باعتباره مخلصنا، وتنازل إلى مصاف الإنسان. لقد تنازل ليفدينا. إن إلهنا ومخلصنا العظيم يسوع المسيح بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم، ويطهر لنفسه شعبًا خاصًا، وعند ظهوره سيمتعنا بخلاصه الكامل العظيم للروح والنفس والجسد. من أجل ذلك نحن ننتظر ونترقب مجيئه (تي 2: 13، 14).
هوجو باوتر