أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد سبتمبر السنة 2007
شذرات
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
«طوبى للمساكين بالروح» (مت5: 3) المسكنة بالروح ليست هي الفقر في الممتلكات المادية أو المؤهلات العلمية، بل إنها تعني الشعور العميق بالفقر الأدبي والروحي. إنها ليست فقرًا خارجيًا، بل هي شعور في الداخل بأنني لست شيئًا، ولست أملك من الصلاحيات شيئًا، ولا أستحق شيئًا، ولذلك فإنني أركن على الله في كل شيء. «.. بنور وجهك يسلكون ..» (مز89: 15) إن طلعة وجه سيدنا نستشعر منها نورًا يزودنا بالمعونة في الطريق، فنقوى للنُصرة ونغدو راسخين. ومع أول تطلع لنور وجهه، حالاً تتبدد كل غيوم المخاوف وسُحب الأحزان، وتهدأ عواصف الضيق والتجارب، وهذا هو الصفاء. قبل أن يستخدمنا الرب لخدمته، ينبغي أن ندخل معه في علاقة فردية، لأن الرب يتعامل فرديًا وسرًا مع النفس التي يستخدمها بركة للآخرين. هل أنت تريد أن تكلم الذين حولك عن الرب؟ إذًا يجب أن تذهب إلى الرب أولاً لكي تأخذ منه الرسالة، لأن ما تقوله عن المسيح، ينبغي أن تأخذه منه. نعم، وكم من أنفاس تتطاير في كل اتجاه بدون قوة وبدون رسالة، وذلك لأنها أنفاس لم نستنشقها في جو المقادس. لماذا نجري ونحن لم نُرسَل؟ ولماذا نتكلم قبل أن يتكلم إلينا الرب؟ ولماذا نتعجب إذا فشلنا؟! «عارفًا مسيرك في هذا القفر العظيم. الآن أربعون سنة للرب إلهك معك، لم ينقص عنك شيء» (تث2: 7) *** * يا لها من رحلة! ويا له من رفيق سماوي! إن كل أدوار رحلة البرية مطبوع بالمحبة الإلهية والحكمة التي لا تخطئ. فهو يقود شعبه في الطريق الصحيح إلى الوطن السماوي عنده. وليس من ظرف يجتازون فيه، أو نقطة في الكأس المُعيَّن لهم شربها، إلا وقد رتّبها الله بحكمة لفائدتهم حاليًا، وبركتهم روحيًا. فليكن كل اهتمامنا أن نسير معه مُلقين أنفسنا بالتمام وكل ما لنا بين يديه، وعندما تنتهي رحلتنا، سيأخذنا لنكون معه إلى الأبد «برأيك تهديني، وبعد إلى مجد تأخذني» (مز73: 24). * «يهوه يرأه» معناها ”الرب يرتب“ (تك22: 14)، إذًا يمكنني أن أثق فيه دائمًا، لأنه لن يخيب وعد من وعوده. وهو يفعل كل شيء حسنًا، حتى أنه يستخرج من الخسارة الظاهرية بركة للنفس. فلنطرح كل همومنا وكل ما يقلقنا عليه، لأن «يهوه يرأه».