ما أن استدار يوحنا المعمدان، ونظر الرب يسوع آتيًا على ضفة نهر الأردن، حتى أجاب عن سؤال إسحاق الوارد في تكوين 22: 7 « يَا أَبِي! ... هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلَكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟». والآن دعونا ننظر بتدقيق لعبارة يوحنا المعمدان:
1- «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ» ... فهو لم يكن من اختيار بشر «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يو1: 11). وفي إشعياء 53: 3 نقرأ: «مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ».
نعم، لم يكن مِن اختيار الإنسان، ولكنه كان حَمَلُ الله الكامل الخالي من الشائبة والعيبة؛ «حَمَلٌ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ» (1بط1: 19). وفي أماكن أخرى نقرأ عنه: «لَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ» (1يو3: 5)، وهو الذي «لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً» (2كو5: 21)، «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً» (1بط2: 22)، و«بِلاَ خَطِيَّةٍ» (عب4: 15)، و«بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ» (عب7: 26).
كان حَمَلُ الله كاملاً في الباطن والظاهر. كان اختيار الله حقًا. حتى غير المؤمنين اعترف واحد منهم قائلاً: «لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً» (يو19: 6). وقال عنه يهوذا الإسخريوطي: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» (مت27: 4). وقال عنه الجندي الروماني: «حَقًّا كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!» (مر15: 39). ورغم كل هذه الشهادات فهو لم يكن مِنْ اختيار إنسان.
2- «يَرْفَعُ الخَطِيَّةَ» ... وهذا أمر غير مسبوق، فلم يحدث مِن قبل «لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا» (عب10: 4). وكل الذبائح التي نُحِرَت قبل مجيء حَمَل الله، غطت الخطية، بيد أنها لم ترفعها. إنه فقط «دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يو1: 7)
3- «خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» ... في تكوين 2 مات الكبش عوضًا عن إسحاق. وفي خروج 12 مات الحمل بدلاً من البكر، وفي إشعياء 53 مات لأجل الأمة. ولكن حَمَل الله؛ ربنا يسوع المسيح، مات ليرفع خطية العالم.