«اِحْفَظْ قَدَمَكَ
حِينَ تَذْهَبُ
إِلَى بَيْتِ اللَّهِ»
(جا٥: ١)
إن كانت نعمة الله قد أُجزلت لنا في شخص المسيح، إلا أن الاقتراب من شخصه العظيم يتطلب كل الخشية والوقار. وإن كان دم المسيح قد أهلنا للوجود في الأقداس، إلا أن العبادة لإلهنا تستلزم المهابة والقداسة «اِحْفَظْ قَدَمَكَ حِينَ تَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ» (جا٥: ١). ومن سفر الجامعة ٥: ١-٧ نتعلَّم أربعة مبادئ هامة للاجتماع إلى اسمه:
أولاً: «لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللَّهِ» (ع٢). إن فترات الصمت (سِلَاهْ) - بين الترنيمات او الصلوات - لازمة للتفكر فيما قيل، وهذا يُتيح فرصة أيضًا للتواصل مع الرب، وتمييز إرشاد الروح.
ثانيًا: «لأَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنْتَ عَلَى الأَرْضِ، فَلِذَلِكَ لِتَكُنْ كَلِمَاتُكَ قَلِيلَةً» (ع٢). لأن الله في السَّماوات، فهو كاشف لقلوبنا. لذا لننتبه لما نقوله في الترانيم والتشكرات، ولنسأل أنفسنا: هل نعي هذا فعلاً، أم اعتدنا فقط على ترديده بالشفاه؟!
ثالثًا: «لأَنَّ الْحُلْمَ يَأْتِي مِنْ كَثْرَةِ الشُّغْلِ، وَقَوْلَ الْجَهْلِ مِنْ كَثْرَةِ الْكَلاَمِ» (ع٣) جيد أن نعتاد التركيز فيما ننطقه بشفاهنا، وعدم الإكثار فيه. ولنتحذر من كثرة الترنيمات في اتجاهات متعددة لا تحمل فكرًا متجانسًا، وكذا الإطالة في التشكرات، وشرح معاني الآيات، وكأن إلهنا الذي نسجد له في حاجة الي الشرح.
رابعًا: «إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا لِلَّهِ فَلاَ تَتَأَخَّرْ عَنِ الْوَفَاءِ بِهِ. لأَنَّهُ لاَ يُسَرُّ بِالْجُهَّالِ. فَأَوْفِ بِمَا نَذَرْتَهُ» (ع٤). ومن هنا يجب أن نتعلَّم عدم الاندفاع في تقديم وعود للرب عن الحب له، وعن التكريس والتضحية، دون أن نقصد هذا بقلوبنا! بل لنقل هذا ونحن مستندون تمامًا علي نعمته العاملة فينا. أحبائي: لا يصلح أن أقول للرب في قلبي: آه يا رب، لقد رنمت مع المؤمنين، لكن لم أكن اقصده تمامًا! إن الرب يأخذ ما نقوله مأخذ الجد «أَنْ لاَ تَنْذُرُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَنْذُرَ وَلاَ تَفِيَ. لاَ تَدَعْ فَمَكَ يَجْعَلُ جَسَدَكَ يُخْطِئُ، وَلاَ تَقُلْ قُدَّامَ الْمَلاَكِ: إِنَّهُ سَهْوٌ. لِمَاذَا يَغْضَبُ اللَّهُ عَلَى قَوْلِكَ وَيُفْسِدُ عَمَلَ يَدَيْكَ؟ لأَنَّ ذَلِكَ مِنْ كَثْرَةِ الأَحْلاَمِ وَالأَبَاطِيلِ وَكَثْرَةِ الْكَلاَمِ» (ع٥-٧).
ولكن هل يعني كل هذا أن نمتنع عن المشاركة في العبادة؟ كلا بل أن نُوجَد بكل حواسنا في الاجتماع، وهذا بدوره يستلزم عدم الإطالة. وهل الكلمات القليلة تعني عدم سكب القلب في الصلاة قدام الرب؟ كلا، وحسن أن نطيل الصلاة في المخادع أو في الفرص المخصصة للصلاة.
وخلاصة القول: «اخْشَ اللَّهَ» (ع٧).