«فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ» (إش63: 9)
«لأَنَّهُ لَمْ يَحْتَقِرْ وَلَمْ يَرْذُلْ مَسْكَنَةَ الْمَِسْكِينِ وَلَمْ يَحْجِبْ وَجْهَهُ عَنْهُ بَلْ عِنْدَ صُرَاخِهِ إِلَيْهِ اسْتَمَعَ» (مز22: 24)
ربما لا يكون لدينا الإدراك الكافي للمشاعر العميقة التي تعتمل في قلب إلهنا وأبينا المُحبّ العظيم تجاه الذين يجتازون في ضيق، حيث نقرأ في إشعياء 63: 9 أنه «فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ». فالذي أعطى بني البشر طبيعة تتعاطف مع المتألمين، لا بد وأن يكون لديه نفس الطبيعة. ولعلنا نتعجب لماذا لا تُلمس هذه العواطف المتأججة في قلب الله في الحوادث التي تحيق بالبشر؟! ... الإجابة هي أن العالم اليوم متروك للإنسان، حيث أنه يوم البشر، يشق فيه الإنسان طريقه بدون اعتراض من الله. ومع ذلك فإن الله معني بالأمر تمامًا، وفي وقته ستُستعلن عواطف الله تجاه المتألمين.
ومزمور22 يتكلم عن آلام ابن الله الحبيب؛ الرب يسوع المسيح، الذي تضايق إلى أقصى حدود الضيق، عندما تألم من يد البشر الأشرار، وهو مُعلَّق على الصليب. غير أن الله لم يمنعهم، بل فوق ذلك تركه الله عندما عُلِّقَ على الصليب حاملاً خطيتنا. إلا أن الله لم يكن يجهل الآلام المرعبة التي اجتازها الرب يسوع هناك. وأيضًا لم يرفضه ولم يرذله، كما العالم اليوم، حيث يستخف الناس بما تحمَّله الرب يسوع من أجلهم في جلجثة. لقد صرخ الرب يسوع عندما تركه الله، ولم يكن مُجيب (مز22: 1, 2)، إذ أن الله علِّم بما يجب أن يقاسيه الرب يسوع ليُخلّص الإنسان المذنب، وليرفع عنه الخطية. إلا أن قلب الآب كان في نفس الوقت يشعر عميقًا بما يجتاز فيه الرب يسوع، وسمع لصراخه في النهاية، وأقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السَّماوات... ويالفرح قلب الآب به إذ يراه عن يمينه. له كل المجد.