لعلَّه من المؤكَّد أن الملك، أي ملك، هو نتاج العصر الذي يعيشه. فهو يُمثِّل فكر وحالة السَّواد الأعظم من الشعب. ورغم أنه ليس شخصًا عاديًا من أفراد الأُمَّة، لكنه يُمثِّل نموذجًا لهم، نموذجًا يعرضونه من حيواتهم ولو جزئيًا. ورغم أن الملك فوق العامة، إلا أنه واحد منهم، كل ما هنالك أنه في موقع أعظم. تمامًا كما أن آلهة الوثنيين هي تجسيد مُكبَّر لرغباتهم الدفينة وعواطفهم. وعلى نحو مُشابه فإن كل إنسان هو مُمثِّل للعالم الذي يعيش فيه. فهو عالم صغير، أو قُل هو عيِّنَة مُمثِّلة للكل الذين يتشاركون في نفس السمات بنسبة أكبر أو أقل. فأشخاص مُعيَّنُون يشغلون موقع الصدارة، ولكن الكل يتشاركون في نفس السمات التي تُشكِّل الأغلبية، ويعكسها المُتَقَدِّمون بدرجات مُتفاوتة.
وعنوان هذا الكتاب “الملك شاول – الإنسان حسب الجسد” يُوضِّح الموضوع الرئيسي لسفر صموئيل الأول، وهو يُبرز أيضًا الحالة الجسدانية التي كانت طابع الأُمَّة ككل.
والدروس المستفادة من قيام، وحكم، ونهاية الملك شاول لهي عديدة، وإن كانت كلها تصب في الدرس الواحد: أعني عدم نفع الجسد في أعظم صوره لأن يحظى بالقبول لدى الله.
الموضوع إذن من ناحية، مُقْبِض، ولعل هذا يقودنا إلى أن نتحوَّل تمامًا عن الإنسان حسب الجسد، شاول، إلى الرجل الذي بحسب قلب الله؛ داود، والذي يظهر في نهاية السِّفر ليوضح التناقض بين الإيمان والطبيعة.
وداود كمثال للمسيح، كان هو الترياق ضد تأثير شاول المُهلك. وهكذا نرى كيف أن الله يقودنا حتى من خلال معرفة الخطية الساكنة فينا والشرّ المُحيق بنا، يقودنا لا إلى المشغولية بذلك كله، بل بشخصه هو – تبارك اسمه – مُخلِّص شعبه.
ليت الرب يستخدم هذا الكتاب لفضح أعمال الجسد وتبيان انتصارات نعمة الله لبركة شعبه.
والكتاب في 227 صفحة
وسعره 10 جنيهات
والكتاب متوفر في مكتبة الإخوة
نشجعك على اقتنائه وقراءته