«أوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين، وتقوموا لها في أي شي احتاجته منكم، لأنها صارت مساعده لكثيرين، ولي أنا أيضًا» (رو 16: 1و2)
إن ما ورد في هذه الأعداد القليلة هو كل ما جاء عن هذه الأخت في كلمة الله. وهو إن كان في كلماته قليل، إلا أنه يتضمن دروسًا كثيرة وجميلة. وسنوجز الكلام الآن عما جاء في هذه الأعداد بخصوص فيبي في نقاط ثلاث هي
الاسم ومعناه اللقب ومغزاه التعب ومداه
أولاً: الاسم ومعناه
”فيبي“ كلمة تعني (بهية. لامعة كالقمر. نقية). ومن هذه المعاني الجميلة لهذا الاسم نتعلم عدة دروس.
ندرك ما حصلنا عليه من مجد أدبي بولادتنا من الله ولادة ثانية، وبها حصلنا على الطبيعة الإلهية . لقد صرنا «أبناء نور وأبناء نهار» (1تس5: 5). ويمكننا أن نرى في كلمة ”بهية“ ذلك القول: «وكما هو السماوي، هكذا السماويون أيضًا» (1كو15: 48).
ونتعلم درسًا آخر من هذه المعاني الجميلة، وهو قوة الشهادة التي يجب أن تظهر في كل مؤمن وابن حقيقي لله . إذ نتعلم من لمعان القمر (أحد معاني اسم فيبي) ما يعكسه القمر من ضوء للشمس، عندما لا يفصله عن الشمس شيء. هكذا نحن حينما نكون في الوضع الصحيح في جو الشركة مع المسيح، ينعكس منا نوره للآخرين، ونظهره في شهادة قوية ولامعة عن الرب، وهكذا يتم فينا القول: «ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف... نتغيَّر إلى تلك الصورة عينها، من مجد إلى مجد، كما من الرب الروح» (2كو3: 18)
.
وهاك درس أخير نتعلمه من هذه المعاني، أعني به القداسة العملية والنقاوة التي يجب أن نكون عليها. لقد قال الرسول لتلميذه وابنه الصريح في الإيمان تيموثاوس: «احفظ نفسك طاهرًا» (1تي5: 22). كما قال: «القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب» (عب12: 14). وكم هو جميل أن نعرف أن «هذه هي إرادة الله قداستكم» (1تس4: 3)
ثانيًا : اللقب ومغزاه
لقد أعطى الرسول بولس لقبًا لهذه الأخت في توصيته لكنيسة رومية، إذ قال عنها: «خادمة الكنيسة التي في كنخريا». والمقصود بالخدمة هنا الخدمة المادية في مختلف صورها، التي كثيرًا ما تحتاجها كنيسة الله.
فالأخوات لهن خدمات يجب عليهن أن يمارسنها في حدود المكتوب (1كو14: 34و35؛ 1تى2: 12). إن كل مؤمنه حقيقية هي عضو في جسد المسيح، وكل عضو له عمله الخاص الذي يجب أن يقوم به. وهذا درس لنا، علينا جميعًا أن نتعلمه من اللقب الذي أعطاه الرسول للأخت فبيي.
وكم نحتاج لمثل هذه الأخت للعمل في مجال الشابات والزهرات لتقديم المعونة والنصيحة لهن (تى2: 4).
ثالثًا: التعب ومداه
يقول الرسول عن هذه الأخت: «لأنها صارت مساعدة لكثيرين، ولي أنا أيضًا». لقد كانت ”مساعدة لكثيرين“ – ربما - بمساعدات مالية أو مساعدات معنوية من تشجيع وافتقاد وخلافه. أ ليس هذا درس علينا أن نتعلمه؟
ولم يقف حد المساعدة لأفراد القطيع في كنيسة الله، بل امتد ليشمل الخدام التاعبين أيضًا، وهذا واضح من قول الرسول: ”ولي أنا أيضًا“. لا شك أن مساعدات هذه الأخت كانت سببًا فى تشجيع بولس نفسه في خدمته.
ليعطنا الرب أن نعرف خدمتنا ونسمع بطاعة قول الرسول: «تمم خدمتك». آمين