«لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» (عب ١٣: ٥)
إن وعد الأمان الرائع الذي أعطاه إيانا الرب يجب أن يقوينا في مواجهة أي وكل التحديات، لأن ثقتنا هي في الرب وفي وعوده، وهي على النقيض من موضوع التحريض السابق الذي يطالبنا بإخلاء ذهننا ”مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ“، وأن نكون مُكتفين بما عندنا.
إن النفس التي تُحب المال هي في الواقع كاسرة للوصية الأخيرة من الوصايا العشر: «لاَ تَشْتَهِ» (خر ٢٠: ١٧). ويخبرنا هذا التحذير أن مثل هذه الروح يمكن أن تُكدر مؤمنًا قد سمح لنفسه بألا يكتفى بما أعطاه الله، لأن وجود الله أغلى بما لا يقاس من كل الممتلكات المادية، لذلك فهو كافٍ لنا.
إن هذا الوعد له تأثير أقوى في الأصل اليوناني فكلمة ”أُهْمِلُكَ“ التي تعني ”أسندك“ أو ”أدعمك“ تأتي مسبوقة بنفي مضاعف فهي تعنى أدبيًا ”لن أتوقف عن مساندتك!“ وكلمة ”أَتْرُكُكَ“ تُوحي بترك أحد في حالة ميؤوس منها، وهي مسبوقة بنفي ثلاثي: ”لن لن لن أتركك في حالة ميئوس منها!“
بالإضافة إلى ذلك فهو وعد شخصي من المسيح يسوع لنا. وعبارة «لأَنَّهُ قَالَ»، تأتى بأسلوب قوي في اليونانية، ويمكن أن تُترجم: ”إنه بنفسه قال“. ويدعم الرب أقواله بقدرته على تزويدنا بالأمان فلا عجب «إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟» (عب ١٣: ٦).
ج. د. م.