«وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ، الَّذِي إِذْ رَفَضَهُ قَوْمٌ، انْكَسَرَتْ بِهِمِ السَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ أَيْضًا» (١تي ١: ١٩)
”ضمير صالح“ و”إيمان بلا رياء“ خصلتان أدبيتان جميلتان يجب أن يتحلى بهما كل مَن يريد أن يُبرهن أنه ”إنسان الله“ في يوم الظلام والشر. الأولى تنسب كل الأمور إلى الله الواحد الحي الحقيقي، والأخرى تستمد كل ينابيعها منه. الضمير الصالح يقودنا إلى السلوك أمام الله في حضرة الله. والإيمان عديم الرياء يُمكننا من السير معه.
وهاتان الصفتان تُعدان بمثابة القاعدة لكل تقوى عملية تدمغ سلوك إنسان الله الحقيقي. ولعله من المحال أن نُغالي في تقدير قيمة وأهمية الحفاظ على ضمير صالح أمام الله في كل طرقنا. إنه يقودنا لأن ننسب كل شيء إلى الله. إنه يحفظنا من أن نكون كريشة في مهب الريح، محمولين بكل فكر بشري. إنه يهب ثباتًا ورسوخًا لشخصيتنا ولسبيلنا.
نحن جميعًا في خطر داهم لأن ننجرف مع تأثير الآراء والاستحسانات البشرية؛ لأن نُشكّل طريقنا وفقًا لفكر رفقائنا من البشر. دعونا نحترس من ذلك الأمر. لقد دمر كثيرين من الخدام المعتبرين. كثيرون من العاملين النافعين في حقل الرب فشلوا تمامًا لأنهم لم يحفظوا كمال وخصوصية وتفرد وطابع شخصيتهم وسبيلهم. كانوا قد بدأوا مع الله، وتعلَّموا منه، واقتربوا إلى نبع الكلمة المقدسة الأبدي وارتووا لأنفسهم، ولكن بدلاً من السير قُدمًا مع الله، سمحوا لأنفسهم أن يقعوا تحت تأثير بشري؛ صاروا يستقون الحق من الإنسان، وأصبحوا مجرد أبواق تُذيع أفكار الناس. ينبغي أن نتحذر لأنفسنا من ذلك. ينبغي أن نسهر ضد ذلك، ونصلي لنتجنب ذلك، وأن نؤمن بعكس ذلك، وأن نحيا منكرين ذلك، خادمين الله بضمير صالح.