أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد سبتمبر السنة 2022
الموعظة على الجبل يوسف رياض - من المكتبة
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

موعظة المسيح من فوق الجبل هي أول عظة للرب سجلتها لنا البشائر الأربع، وأطول عظاته وأشهرها، بل هي أشهر كل المواعظ قاطبة. وكأن الروح القدس قصد أن يُقدّم لنا فيها عينة من عظات ذلك المُعلّم العجيب الذي لم يتكلَّم إنسان قط مثله (يو ٧: ٤٦)، والذي طالما بُهتت الجموع من تعليمه (مت ٧: ٢٨).

ويعتبر البعض هذه العظة هي خُلاصة الإنجيل. ويعتبرها البعض الآخر أنها الكتاب المقدس كاملاً، إذ تحتوي على كل ما يحتاجه الإنسان الخاطئ. والبعض يقول إن مَنْ يتمسك بتعاليمها ستتهذب أخلاقياته، ويرقى مستواه، فينال القبول عند الله. إنها بالإجمال طريق الإنسان إلى السماء – على حد زعمهم!

لكن إن كان الإنسان فشل في أن يتبرر بالناموس ومستواه الروحي والأدبي الأقل (أع ١٣: ٣٩؛ رو ٣: ٢٠؛ غل ٢: ٢١)، فهل يمكن أن يتبرر أو يخلص بمستوى موعظة الجبل الأعلى والأرقى؟!

إن هذه العظة هي قمة الصلاح. والإنسان الطبيعي، كما يؤكد الكتاب المقدس، لا يسكن فيه شيء صالح (رو ٧: ١٨؛ ٨: ٦ - ٨)، فكيف إذًا تكون هذه العظة طريق الإنسان إلى السماء؟! على العكس فإننا نؤكد أن هذه العظة بتعاليمها السامية الراقية، ليس فقط لا تُخلِّص الإنسان، بل إنها تدينه، إذ تضع أمامه مستوى عاليًا لا يقدر أن يبلغه على الإطلاق!

ولكن إن كانت هذه العظة لا تشرح طريق الخاطئ إلى السماء، فإنها تشرح طريق السماء إلى المؤمن. هي لا تُقدّم لنا النعمة الموَّجهة للخطاة، ولا الإنجيل المُبشَّر به للهالكين، لكنها تُقدّم كلام الملك إلى رعايا ملكوته. إنها عظة الأخلاق المسيحية أو الصفات الأدبية لبني الملكوت. إنها حديث الرب مع تلاميذه عن طابع سلوكهم ومركزهم وشهادتهم. إنها اللائحة الداخلية لتلاميذ المدرسة التي يقوم فيها المسيح نفسه بالتدريس لكل مَنْ أتى إليه بالتوبة والإيمان، الذين وُلدوا من الله وخلصوا بالنعمة.

والكاتب لا يُقدّم إنجيلاً مغلوطًا لقارئه، لا يقول له: عِش الموعظة كي ما يقبلك المسيح، بل اقبل المسيح بالإيمان، ودعه يحيا في قلبك، إذ ذاك سيُمكنك أن تعيش هذه الموعظة.

والكتاب في ٢٩٥ صفحة.

وسعره ٤٠ جنيهًا.

ومتوافر في

مكتبة الإخوة.

نشجعك

على اقتنائه

وقراءته