«قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ» (يو ٢١: ٣)
عندما قرر بطرس في تلك الليلة أن يذهب ليتصيد، ربما كان قد قرر أن يترك كل شيء، ويرجع إلى المكان الذي قابل فيه الرب أولاً. وهذه خطوة جيدة! فعندما تشعر بالإحباط، فإما أن تعود لذاك الذي يستطيع أن يُخلِّص ويحفظ ويكفي، أو أنك تعود إلى سابق عهدك قبل أن تتقابل معه؛ وهذه خطوة سيئة! لقد حاول بطرس كل تلك الليلة أن يصطاد لكنه لم يمسك شيئًا. وفي هذا درس لنا.
قال الرب لملاك كنيسة أفسس: «قَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ. لكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى» (رؤ ٢: ٣ - ٥). هل فترت محبتك لله؟ لو كان كذلك فإنك بحاجة لأن ترجع إلى حيث تقابلت معه أولاً، لتلتمسه ثانية كما كنت تفعل قبل أن تكون قد سمعت الكثير ورأيت الكثير، وقبل أن تكون قد أنهكتك ضغوط الحياة. ربما تتحجج: ”إنني مشغول بعمل الرب“، لكن تذكر أن المشغولية تسير جنبًا إلى جنب مع الجدوبة والخواء. فيمكنك أن تبدو كقديس في ساحات بابل، لكنك تكون متراجعًا في ساحات صهيون.
لقد سأل الرب يسوع بطرس ثلاث مرات: «أَتُحِبُّنِي؟»، فأجاب بطرس أخيرًا: «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ (إلى أي مدى) أُحِبُّكَ» (يو ٢١: ١٧). مرة قال أوزوالد تشامبرز: ”احذر من أي شيء يزاحم ولائك للرب يسوع. وأول منافس للتكريس للرب يسوع هو خدمته“. فكر في هذا الأمر جيدًا.