«أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالُوا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا» (إش55: 1)
«وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا» (رؤ22: 17)
«اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ»! في أيامنا الحاضرة، يرن هذا الصوت كعرض مريب، حيث إننا نعيش في عالم لا يمكن الحصول على شيء فيه مجانًا وبلا مقابل. فأنت لا تستطيع أن تأكل، أو تلبس، أو تجد مكانًا تسكن فيه، أو حتى مكانًا تُدفَن فيه، بلا ثمن. أكثر من ذلك، قد تعلَّمنا ألا نثق في خداع الإعلانات التي تُنشر عن تقديم عطايا مجانية.
هل هذه الدعوة - من النبي إشعياء – دعوة حقيقية وصادقة؟ ألا يوجد فخ أو شرك من وراءها؟ كلا البتة، فالشخص الذي يقدم العرض هو الله الذي لا يمكن أن يكذب. ولا يوجد شخص صدَّق وأطاع هذا العرض، خاب أمله أو أُحبط. إن الكثيرين قد أتوا صفر اليدين، وذهبوا ممتلئين. ففي الصليب - مكان الالتقاء بين الله والإنسان - تحول فقرهم إلى وفرة، إذ نالوا الغفران، والفرح والسلام مجانًا.
إن الله لا يبيع، لكنه يُعطي. فهو لا يحتاج لشيء مما يتصور الإنسان أنه يستطيع أن يعطيه إياه.
كما أن الله يُعطي مجانًا لأنه محبة. لذلك فإنها تُعتبر إهانة له إذا أردنا أن ندفع ثمنًا لعطيته.
أخيرًا، الله يُعطي لأن شخصًا آخر قد دَفع سابقًا. إن الرب يسوع المسيح قد دفع الثمن الكامل لكل البركات التي يمنحها الله لنا. إنه ليس عدلاً إذا طلب الثمن مرة أخرى. لذا تعالَ إليه واثقًا في وعده الصادق، ولن يخيب أَمَلَك إطلاقًا. فهو سيعطيك أكثر جدًا مما تطلب أو تفتكر بحسب غناه وكرمه.