أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2014
مُروي العطاش
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
«يَا اللهُ، إِلَهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ، لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ، كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ» (مز63: 1، 2)

إنه أمر عجيب يجل عن الوصف، أنه من امتيازنا أن نخاطب الله الخالق العظيم المرتفع الذي لا تراه عيوننا الجسدية، نخاطبه قائلين: «إِلَهِي أَنْتَ».

في عُرف البشر، الرؤساء والسلاطين، طلبًا منهم للعظمة المزيفة، يُحاولون الاحتفاظ بمسافة شاسعة بينهم وبين عامة الناس، حتى إنهم يظلون مجهولين لهم.

ولكن الله وضع في قلب البشر معرفة وإدراكًا أن من يستطيع أن يُروي ظمأ وعطش قلبهم ليس أقل من الله ذاته. تحت الناموس جعل الله موسى وسيطًا، ولكن موسى لا يستطيع إرواء ذلك العطش، كما لا يستطيع ذلك هذا العدد الكبير من القادة الدينيين الذين يتبعهم البشر.

لكن الله، رغم كونه غير مرئي، إلا أنه أعلن ذاته في كماله، في شخص ابنه الحبيب الذي جاء إلى العالم ليُخلِّص الخطاة. وهو – تبارك اسمه – أخبر المرأة السامرية عند البئر: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً» (يو4: 10). كانت نفسها عطشى، وفي ذلك اليوم قَبِلت، من الرب يسوع، الماء الحي الذي أروى غليلها تمامًا.

إننا هنا نجد شخصًا أمكنه أن يروي ظمأ هذه المرأة المسكينة الخاطئة، وهو اليوم على أتم الاستعداد ليفعل ذلك مع كل نفس تثق فيه.

ورغم أن – من الناحية الواحدة – المؤمن «لَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ» (يو4: 14)، لأن الخلاص لن يُفقد، إلا أنه من الناحية الأخرى الاختبارية، فإن البرية تبعث على العطش، وساعتها لن يُروي ظمأ المؤمن سوى الله الحي. نعم نحن بحاجة له؛ بحاجة أن نكون في شركة مستمرة مع الرب يسوع مُروي العطش والعِطاش.
ل.م. جرانت