«لأنكم بالنعمة مُخلَّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أف2: 8، 9)
كان ”جورج هوايتفيلد“ المبشر الإنجليزي المشهور، وباعث النهضة التي عمَّت الولايات الشمالية بأمريكا في صيف عام 1740، حيثما يكرز بالإنجيل، يُقبل كثيرون إلى المسيح. وكان ”هوايتفيلد“ مُقنعًا جدًا في كرازته، حتى أن ”ابن فرانكلين“ قال: ”إن هويتفيلد بوسعه أن يجعل السامعين ينتحبون بمجرد أن يكرز بالكلمة“.
والعدد الذي في رأس المقال كان هو آية هوايتفيلد المُفضّلة، فقد كان العدد الذي استخدمه الرب في خلاص نفسه. وكان دائمًا يقول: ”خطايا ومعاصي صباي كانت تبدو كقصة بلا نهاية“. وفي سن السادسة عشر استغرق في التدين، وقضى عامين يحاول فيهما خلاص نفسه بأعماله. وعن تلك الفترة قال: ”كنت أصوم الأربعين يومًا، مدة الصيام الكبير، حتى قاربت الموت .. وكنت أذهب إلى اجتماع عام للعبادة ثلاث مرات في اليوم .. وسبع مرات كنت أختلي في المخدع للصلاة يوميًا. ولكني في النهاية لم أصل إلى شيء، اللهم إلا اقتناعي بأنني محتاج أن أولد ثانية من الروح القدس“.
وإذ قال له ”تشارلس وسلي“: ”إذا لم تُولد ثانية، فأنت لا محالة هالك إلى الأبد“، فقد ابتدأت رحلة البحث التي انتهت بأن أحلَّ الروح القدس في قلبه السلام، وألقى عن كاهله ثقل الأعمال واختبر حق الخلاص بالنعمة بالإيمان. وإذ اختبر العتق من عبودية الأعمال، بدأ هوايتفيلد، بفرح وغيرة، يكرز للخطاة بأن طريق الخلاص ليس من أعمالٍ، بل بذبيحة المسيح الكاملة على صليب الجلجثة.
عزيزي القارئ .. هل تمتعت بهذا الحق، أم أنك تشارك الآخرين الذين بيأس حاولوا شق طريقهم إلى السماء بأعمالهم؟ هؤلاء بحاجة لأن يسمعوا ذات الرسالة التي خلّصت هويتفيلد من أكثر من 250 عامًا خلت: «الله الذي هو غنيُّ في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مُخلَّصون» (أف2: 4،5).