أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2012
حيث إنكم لا تعرفون المستقبل - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
«أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ!
لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟
إِنَّهَا بُخَارٌ،
 يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ» (يع4: 14)
“العمر قد ينقضي الليلة، أو غدًا، أو إبَّان السنة المُقبلة.  الرب وحده يعرف”.
كان الطالب المراهق “جوني ويلسون” يسمع بشارة يسوع المسيح على الأقل أربع مرات أسبوعيًا، من الاثنين إلى الخميس، من زميل له في السنة النهائية من المدرسة الثانوية، يُدعى “جيمس ميلتون”.
وكان “ميلتون” يتحدث معه يوميًا في صالة ألعاب المدرسة قائلاً: “الغد ليس مضمونًا لأحد”، ثم يردف: “جوني ... حيث إنك لا تعرف أمر الغد، فلماذا لا تقبل المسيح الآن ما دام يُمكنك ذلك؟”.
وكان “ويلسون” يقول: “ما زال لدي المتسع من الوقت ... الآن! أنا ما زلت صغيرًا، ولدي الكثير لأعمله”.  ثم يبتسم ويقول: “ألا ترى معي أن مستقبلاً عريضًا ينتظرني ... ألا ترى الفتيات صديقاتي؟ هذه هي الحياة يا رجل! ... هذه هي الحياة!”
وإذ ذاك صمت “ميلتون” لبرهة، ثم أجاب بهدوء: “جوني ... لو كان بإمكاني لوهبتك الوقت الذي تريده لتتخذ هذا القرار، ولكني لا أعلم الوقت الذي يُمهلك الرب ... قد ينقضي الليلة، أو غدًا، أو إبان السنة المُقبلة.  والرب وحده يعرف”.
وعلى الرغم من كل مجهودات “ميلتون”، إلا أن شيئًا لم يتم.  وفي السنة التالية التحق “ميلتون” بالجيش.  وفي ذات صباح يوم سبت، اتصل هاتفيًا بعائلته من معسكره في “فورت ريلي” في “كنساس”، فردت أخته “بربارة” التي بادرته بالسؤال: “ميلتون ... هل تعرف جوني ويلسون؟” فأجاب “ميلتون”: “بالتأكيد أعرفه ... لطالما بشَّرته بالمسيح، ولا يمكن أن أنساه ... ماذا عنه؟”
قالت بربارة: “فقط مساء أمس ذهب إلى نادي قريب ليحتسي بعض البيرة، ولا نعرف بعد ذلك إلا أنه قصد بيت جدته، حيث شبَّ حريق هائل، واحترق هو بداخله”.
سأل “ميلتون”: “ماذا؟” فأجهشت أخته بالبكاء، وبصوت مرتعش قالت: “لقد تفحمت جثته، ولم يتبقَّ منها إلا ملء حقيبة بلاستيكية”.
كثيرون مثل “ويلسون” يضيعون لأنهم علقوا آمالاً كبارًا على المستقبل.  ونحن كثيرًا ما نرفض أن نغتنم الفرصة الحاضرة.
صديقي: حيث إنك لا تعرف المستقبل، لماذا لا تقبل المسيح في حياتك الآن قبل فوات الوقت؟ تستطيع أن تُقبل إليه فقط كما أنت، فهو يحبك «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يو3: 16).  بمقدورك أن تقبله مُخلِّصًا لك، ببساطة، بأن تدعو باسمه: «لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ» (رو10: 13).  أن تدعو باسمه فهذا يعني أنك تصدق أنه مات بالفعل لأجل خطاياك، وقام من الأموات في اليوم الثالث، وأنه الآن جالس عن يمين الله في السماء.
إذا صدَّقت ذلك، فصلِّ: “يا ربُّ، أعترف أنني خاطئ.  أغفر لي كل خطاياي، لأنك متَّ لأجلي، وقمت من الأموات لأجلي.  أسألك أن تأتي إلى قلبي، وتكون مخلصي وربي”.
روسكو بانيز