»إنْ لم ترجِعوا وتصيروا مِثلَ الأولادِ، فلن تدخُلوا ملكوتَ السماواتِ« (مت3:18)
اعتاد الصغير (ويليام)، أنْ يسأل أمه بعض الأسئلة الصعبة، والمزعجة. وليس ذلك بمستغرب، لأنَّ الأطفال الصغار مِن السهل عليهم أنْ يسألوا أسئلة صعبة، لا يستطيع أحدٌ أنْ يجاوب عليها. ولم يكن (ويلي) استثناءً مِن هذا. لكن والديه لم يكونا مؤمنين، كما إنهما لا يذهبان إلى الكنيسة، ولا يصليان. إلا إنهما كانا يحثان (ويليام) أنْ يذهب إلى مدرسة الأحد، وعلّماه أنْ يُردّد الصلاة، التي كانا يحفظانها، حينما كانا صغيرين: ”الآن وأنا أستعد للنوم، أرجوك يا رب، أنْ تحفظ نفسي. وإذا كنت سأموت قبل أن أستيقظ، فأرجوك يا رب، أنْ تأخذ نفسي عندك“. ثم يضيف، بعد ذلك، بعض الكلمات القليلة مِن إنشائه، كما يفعل الأطفال الآخرون: ”يا إلهي، بارك بابا، وبارك ماما، وبارك (ويلي)، واجعله ولدًا صالحًا“.
وفي إحدى الليالي، بعد أنْ ردَّد صلاته، وقبَّل أمه، نظر إلى وجهها، وقال: ”ماما، هل تُصلين؟“ فقالت: ”كلا، يا حبيبي“.
وهل يُصلي، بابا؟
فأجابته، أمه: ”لم أسمعه أبدًا يُصلي“. = إذًا، لماذا تطلبان مِني أن أُصلي؟
لكي تكون ولدًا صالحًا.
وهل لا تريدين أنْ تكوني أمًا صالحة, يا ماما؟
أوه، نعم. أنا أريد أنْ أكون أمًا صالحة.
وألا يريد بابا، أنْ يكون صالحًا؟
أوه، أنا أعتقد ذلك.
إذًا، لماذا لا تُصليان، أنتِ وبابا أيضًا؟
لم تكن الأم مستعدة تمامًا، للإجابة على ذلك السؤال الصعب، بينما استمر الولد، يتكلم: ”حسنًا يا ماما. إني أظن أنَّ الله سيسمع صلاة ولدٍ، صغيرٍ مثلي، لكن هل أنتِ وبابا تتوقعان الكثير مِن صبي صغير مثلي؟ هل تظنان أنَّ الله يريدني أنْ أقدّم الصلاة، لأجل العائلة كلها؟ لماذا لا تساعداني، أنتِ وبابا قليلاً؟“
ولكن، عند هذا الحد بدا عليه التعب، وسرعان ما استغرق في النوم.
لم يحتاج (ويلي) أنْ يسأل تلك الأسئلة الصعبة، مرة أخرى؛ لأنه في تلك الليلة، بعد أنْ استغرق في النوم، تحدث أبواه بجدية، عن هذا الأمر. ونتيجة لعمل الروح القدس، في ضميرهما وقلبيهما، مستخدمًا كلمة الله الحية، والفعالة، والتي هي أمضى مِن كل سيف ذي حدَّين- ركعا بجوار سريره، وسلما قلبيهما، للرب يسوع، كالأطفال الصغار، وقبِلاه مُخَلِّصًا شخصيًا، لهما.
وماذا عنك، أيها القارئ العزيز؟
عن الانجليزية
يقول المثل العامي: ”اللي في الدست تطلعه المغرفة“ لذا ليتنا نطلب من الله فيعطينا نقاوة القلب الداخلية التي تصل إلى الدروب التي تقود إلى ألسنتنا. يقول الحكيم «لأنه كما يشعر (يفكر) في نفسه هكذا هو». أن تفكر في المحبة هو الأسلوب الذي يجعلك تتكلم بالمحبة، لأن الكلمات إنما هي صدى للأفكار. ما أقل من يعتبر منا أن حتى أفكارنا تؤثر على إخوتنا. فبحسب أفكارنا، سينشأ