قـد رأى الله صليـبَ المفتــدِي صنـعَ الصـلحَ صليـبُ السيــدِ فـعفـا العـدلُ عَمـَنْ قـد افتـُـدىَ والـدمُ الغالـي محـا كـلُ الــردىَ ســاحـقـاً بصـلبــهِ كـلَّ العِــدَىَ والحجـابُ انشـقَّ شقـاً كامــلاً وضيـاءُ الحـبِّ أضحى شامــلاً أظهرَ العرشُ رِضَـىَ العـدلِ التمـامْ كلُّ مَـنْ يَـأتـي، لـه كـلُّ السـلامْ رحمــةٌ ونعمـــةٌ علـى الــــدوام بل سَـلْ اللصَّ الذي ضَـلَّ وتـاب كيفَ نـالَ العفـوَ عـن أيِّ عقـاب كيفَ في الفِردَوسِ صـارَ لـه مكـانْ رغـمَ ما صَنَعـَتْ مِنَ الشـرِّ اليـدانْ نــالَ هــذا العـفـوَ حقــاً بالإيمـانْ أما ذاكَ اللصُ مَـنْ لـم يعتـرف كيفَ يُعْفـَى عنه فاسمـهُ حـُذِفْ بالمسيـح، مَـنْ بـهِ حـقَّ الفــداءْ ِمنْ كتاب الفـادي من سفـر السمـاءْ كيفَ يُعْـفَـى عنـهُ إذ رفـضَ الفــداءْ؟ رفـضَ الـدم فكيـفَ يَـطْـهُـرُ عنـدَ عـرشَ الله كيـفَ يَـظْـهَرُ إذ بغيـر الـدم ليـسـت مَغْـفِـرَةْ هـل لـدى المسكيـنِ أيَّ مَعْـذِرَةْ؟ لـو آمــنَ بالفــادي، نـالَ المغفـرةْ! ربَّنـا الفـادي ومَــنْ أحببتنــا أيُّ حمـدٍ، أيُّ شكــرٍ وثنـــاءْ لـكَ كلُ الحمـدِ ياربَّ الصـليـبْ! لـكَ أنتَ ربَّـنا الفــادي الحبيـبْ قـد حمــلتَ عـنَّـا أهـوالَ الذنـوبْ وكمـا قُمْــتَ أُقِـمْـنَـا مَعَـكَ كي نعيـشَ فـي السمـاءِ مَعَـكَ كـي نَعيـشَ فـي العَـلاءِ دائــماً في زِفَـافِ العُـرسِ دومـاً والهنـا فـي كمـالِ المجــدِ والسعــدِ لنـا! لـك نجثــو لـك نُعْطــي قَلبُـنَـا!
|