لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» (عب13: 5
أحد أهم الفترات في المرحلة الثانوية وأكثرها إثارة هي تلك التي يسمونها سنة الكتاب. إذ إنه لمدة تزيد على السنة يلتقط طلبة الثانوية العامة صورًا، ويصحبونها بالتعليقات المناسبة لمختلف المواقف التي واجهتهم خلال هذه السنة.
وبذلك فإن هذا الكتاب أو الألبوم يظل سجلاً باقيًا لمواقف القوة والانتصارات والآمال والطموحات التي عاشها هؤلاء الطلبة. كما يكون أيضًا مجالاً لإرسال رسائل من الطلبة لبعضهم بعضًا.
وحدث مرة، أثناء درس للموسيقى والغناء، أن سألتُ طالبة إذا ما كانت تعني فعلاً ما كتَبَتْ في ألبوم الكتاب السنوي لصديقة لها: “تذكري أنني سأكون دائمًا موجودة لأجلك، وعلى استعداد لمساعدتك”؟ فنظرت إليَّ نظرة تعجب وأجابت بثقة: “كلا بكل تأكيد. لكن هذا ما يكتبه أي شخص عندما لا يكون لديه شيء آخر ليقوله”.
والآن أيها القارئ ربما يكون ما حدث قد استحضر إلى ذهنك بعض الذكريات القديمة عن وعود زملاء الدراسة والأصدقاء القدامى، لكن بالمقابلة مع ذلك هناك كتاب واحد هو الكتاب المقدس، ليس كالألبومات السنوية ذات الوعود الزائفة، بل هو سجل رائع ليس فقط لأعمال الله، بل الأهم من ذلك أنه سجل للوعود الشخصية التي أعطاها الله للإنسان.
إن الشخص الذي قال: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»، هو الشخص ذاته الذي أثبت حقًا أنه يعني ما يقول، عندما مات عن خطايانا على صليب الجلجثة.
لذلك أدعوك من فضلك أن تتعلم من كتابك أو ألبومك السنوي ذي الوعود التي أَخَلَّ بها أصحابها، ومن الأحلام التي تبخرت وزالت، أن الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي فيه كل مواعيد الصديق الوفي التي لا بد أن تتحقق. وحين قال ربنا: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»، فهو يعني ما يقول، بدليل أنه أعطى حياته ليثبت ذلك.
لاري أوندرجاك