نظرة على إشعياء 6: 1-12
في إشعياء 6 يحكي لنا النبي اختبارًا مُميَّزًا غيَّر مجرى حياته، وهذا الاختبار كان يتضمن لقاء له مع الله. حدث هذا اللقاء نحو سنة 740 قبل الميلاد «فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ» (إش6: 1)، لكن الأهم من ذلك هو أن إشعياء 6 يساعدنا على فهم تجربة النبي غير العادية.
لماذا كان موت الملك عزيا له أهمية خاصة؟
إن حياة عزيا مسجلة لنا في 2أخبار26 «كَانَ عُزِّيَّا ابْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ ... وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ ... وَكَانَ يَطْلُبُ اللهَ فِي أَيَّامِ زكَرِيَّا الْفَاهِمِ بِمَنَاظِرِ اللهِ. وَفِي أَيَّامِ طَلَبِهِ الرَّبَّ أَنْجَحَهُ اللهُ» (2أخ26: 3-5).
لقد تمتعت الأمة بأسرها بنجاحه، واختبرت السلام والمكانة العالية عالميًا، وكذلك الازدهار، كما وحظي بإعجاب الكل بسبب تفوقه العسكري: «وَكَانَ لِعُزِّيَّا جَيْشٌ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ يَخْرُجُونَ لِلْحَرْبِ أَحْزَابًا ... وَعَمِلَ فِي أُورُشَلِيمَ مَنْجَنِيقَاتٍ اخْتِرَاعَ مُخْتَرِعِينَ لِتَكُونَ عَلَى الأَبْرَاجِ وَعَلَى الزَّوَايَا، لِتُرْمَى بِهَا السِّهَامُ وَالْحِجَارَةُ الْعَظِيمَةُ. وَامْتَدَّ اسْمُهُ إِلَى بَعِيدٍ إِذْ عَجِبَتْ مُسَاعَدَتُهُ حَتَّى تَشَدَّدَ» (2أخ26: 11-15).
حاول أن تتخيل مدى تأثير 52 سنة من السلام والاستقرار والازدهار، فلا أحد في يهوذا، من دون 55 سنة، يعرف كيف تكون الحياة بدون الملك عزيا. لكن هذه السنوات الحسان انقضت إذ أخطأ الملك عزيا، وأُصيب بالبرص ومات. فساد الجو توترًا وتساؤلاً: ماذا سيحدث الآن؟ مَنْ سيقود الأمة؟ هل سيغزو الأعداء البلاد؟ فكان في وقت الأزمة القومية «فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ» أن الرب اختار أن يدعو النبي إشعياء، ويُطهّره ويُرسله.
ونحن أيضًا نواجه أوقات أزمات. ربما تكون أزمة عائلية فيها نتعامل مع نتائج مرض أو طلاق أو موت؛ أو أزمة قومية أو عالمية – مرتبطة بالإرهاب أو البطالة أو أسواق المال المتعثرة – التي تؤثر علينا شخصيًا. وربما نواجه أزمة في الإيمان ونحن نصارع شكوكًا جديدة، أو نتعجب من صلاة غير مستجابة، أو نواجه مشكلة ما في الكنيسة المحلية.
لقد ولى زمن الاستقرار والآن يبدو مستقبل إسرائيل غامضًا. وأما تعاملات الله مع إشعياء فتُعلمنا أن الله قادر أن يستخدم الأوقات الصعبة والمؤلمة لخيرنا، ففي يديَّ الله تتيح أوقات الأزمات فرصًا لنمونا الشخصي. دعونا نتأمل خمسًا منها الآن:
(1) في أوقات الأزمات اطلب الرب
«رَأَيْتُ السَّيِّد جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ» (أش6: 1).
عندما تأتي الأزمات يُشلّ بعض الناس، سواء من الخوف أو من الصدمة، وآخرون يزداد نشاطهم ساعين إلى حلول سريعة وهم يهرعون هنا وهناك. لكن ماذا فعل إشعياء؟ كان بإمكانه المشاركة في وفد لزيارة الدول المجاورة ليجري اتفاقيات سلام معهم. وكان بإمكانه أن يُجري مباحثات مع العسكريين المقتدرين، وربما كان بوسعة محاولة إقامة مجموعة “دينية سياسية”. لكن عندما مات “عُزِّيَّا” لم نجد إشعياء لا في القصر ولا في السوق، بل في الهيكل طالبًا الرب.
لقد سعد الرب لأن يراه هناك، فكافأه برؤيا غاية في الأهمية. فهي ليست رؤيا عن مستقبل ألفي للسلام، ولا عن الفتك بالأعداء، لكن الله علم بالتحديد ما كان يحتاجه إشعياء، رؤيا عن الله ذاته: «رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ» (إش6: 1). لم يكن الرب مرتبكًا وقتئذ، لأن فجيعة موت الملك لم تباغته، لذلك لم يكن يُسرع جيئة وإيابًا، لكنه كان جالسًا. وكان إشعياء بحاجة لأن يرى ذلك، وهكذا نحن أيضًا.
كان الرب جالسًا على كرسيه علامة على سلطانه. وكان كرسيه “عَاليًا وَمُرْتَفِعًا” الأمر الذي إذ رآه إشعياء استراحت روحه. وبالنسبة إلى يهوذا كان المستقبل أمامهم يكتنفه الغموض وعدم اليقين، أما بالنسبة لإشعياء فقد ملأته الرؤيا بالثقة، وإذ علم أن المستقبل في يدي الله استطاع أن يكتب لاحقًا «هذَا هُوَ القَضَاءُ الْمَقْضِيُّ بِهِ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَهذِهِ هِيَ الْيَدُ الْمَمْدُودَةُ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. فَإِنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ قَضَى، فَمَنْ يُبَطِّلُ؟ وَيَدُهُ هِيَ الْمَمْدُودَةُ، فَمَنْ يَرُدُّهَا؟» (إش14: 26-27). فإن كان علينا أن نبقى في هدوء وقت الأزمات وفي يقين من جهة المستقبل، فنحن أيضًا بحاجة إلى رؤيا حيَّة حقيقية عن الله.
(2) في وقت الأزمات انظر إلى نفسك
«وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ» (أش6: 5).
عندما حدق إشعياء النظر في الرب رأى السَّرَافِيم طائرين فوق كرسيه، وسمعها: «هذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ» (إش6: 3). وتتميمًا لتلك التجربة التي أتت بالرهبة عليه «اهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ، وَامْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا» (إش6: 4). إن لله صفات كثيرة رائعة: فهو محب وأمين وقدير، وأما الصفة الوحيدة التي تكررت هنا ثلاث مرات هي أنه قدوس، واستُخدم التكرار للتوكيد. وقد فهم إشعياء الرسالة فتحولت عيناه عن الرب إلى نفسه، فكان التناقض الواضح مؤلمًا له لذلك صرخ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ».
إن الأزمات تتيح لنا فرصة لكي نقترب إلى الرب، وعندما نفعل ذلك نُدرك مدى عدم نفعنا. قد نُعلن قبل الأزمة - ونحن سعداء - أن مستقبلنا بين يدي الرب، لكن عندما تضربنا الأزمة، وتُنهب مدخراتنا، أو نفقد وظيفتنا، أو تعتل صحتنا، لا يعود مستقبلنا يبشر بالأمان. من الأسهل علينا أن نثق في الرب ونحن في يقين من أحوالنا، ونحن نملك زمام الأمور، لكن الأزمات تُحطم أمننا، لذلك رأى الرب أنه من الضروري أن يشعر إشعياء بضآلته، لذلك أراه عظمته (عظمة الله)، كما رأى أنه من الضروري أن يشعر بخطيته فأراه قداسته (قداسة الله).
إن أزماتنا هي دعوات للقرب من الرب، ولأخذ نظرة واقعية عن أنفسنا، ففي يدي الرب تكون الأزمة هي الأداة التي بها يُوقظنا من نمطنا الديني المُريح، ليكشف لنا عن الطريقة التي نفكر بها، وليساعدنا لكي نرى أولوياتنا الشريرة. فبدلاً من أن نسعى لكى نلوم الآخرين على دورهم في أزماتنا، نحتاج لأن ننظر إلى أنفسنا، ربما كان هناك أمر يحتاج إلى تصحيح، وربما كانت لنا “شفاه نجسة”.
(3) في أوقات الأزمات اسمع لصوت الرب
«ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ قَائِلاً: مَنْ أُرْسِلُ؟ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» (إش6: 8).
«فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: إِنَّ هذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ، فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ، وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ» (إش6: 6، 7). كان هذا عملاً رمزيًا. فالمذبح - على الأرجح - يُمثل عمل المسيح، طالما أن المسامحة والتطهير عادة ما يكونان مرتبطين بموت ربنا يسوع: «هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ» (عب9: 28). تخيل تأثير جمرة مشتعلة تمس شفاهًا رقيقة! إني موقن أن إشعياء لم ينسَ تلك اللحظة المؤلمة أبدًا. ونحن أيضًا بحاجة لأن نتذكر من أين أتينا وماذا كنا. فبدون أن نذكر نقصنا نحن وكفايته هو، سنفتقر إلى النعمة في تعاملنا مع الآخرين. وإذ أراد الرب أن يستخدم شفتي إشعياء لمسها بالجمرة المحرقة.
والآن، إذ صار إشعياء طاهرًا ومهيئًا في محضر الرب، كان مستعدًا لأن يسمع «ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ قَائِلاً: مَنْ أُرْسِلُ؟ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟». من السهل أن تكون لنا أفكارنا الخاصة وخططنا وآراءنا وحلولنا، وعندما تنشغل أذهاننا بتلك الأمور يصعب علينا سماع صوت الرب، لكن إذا أردنا أن نستفيد من الأزمة وننمو بها، فعلينا أن نسلم طرقنا للرب، وأن نستمع إلى صوته.
وفيما بعد طبّق إشعياء هذا المبدأ على الأمة بأسرها: «وَيْلٌ لِلْبَنِينَ الْمُتَمَرِّدِينَ ... حَتَّى أَنَّهُمْ يُجْرُونَ رَأْيًا وَلَيْسَ مِنِّي، وَيَسْكُبُونَ سَكِيبًا وَلَيْسَ بِرُوحِي، لِيَزِيدُوا خَطِيئَةً عَلَى خَطِيئَةٍ ... وَلِذلِكَ يَنْتَظِرُ الرَّبُّ لِيَتَرَاءَفَ عَلَيْكُمْ. وَلِذلِكَ يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ حَقّ. طُوبَى لِجَمِيعِ مُنْتَظِرِيهِ ... وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً: هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا. حِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ وَحِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَسَارِ» (إش30: 1؛ 18-21). ربما يتكلم الرب إلينا من خلال آخرين أو في كلمته أو بالظروف أو في حلم، فالله صاحب السلطان يختار له الوسيلة، ودورنا كإشعياء هو أن نكون في حالة تسمح لنا بالسمع: «تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ» (1صم3: 9).
(4) في أوقات الأزمات كن مستعدًا للتغيير
«هأَنَذَا أَرْسِلْنِي» (أش6: 8).
عندما جاوب إشعياء الرب قائلاً «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي». ما هي المهمة التي توقَّع إشعياء أن يُوكلها إليه الرب؟ هل ظن أن الرب سيُرسله ليمسح ملكًا جديدًا، كما فعل صموئيل مع داود منذ حوالي 300 عام مضت؟ هل وضع احتمال أن الرب سيُحدد الملك التالي؟ هل تخيَّل أن الرب سوف يستخدمه كموسى الذي قاد شعبه بعيدًا عن مأساة العبودية في مصر؟ لم يسأل الرب إشعياء عما يعتقد أنه يجب فعله، بل بالحري قال له: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهذَا الشَّعْبِ: اسْمَعُوا سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُوا، وَأَبْصِرُوا إِبْصَارًا وَلاَ تَعْرِفُوا» (إش6: 9). فالرب علم ما يجب فعله.
ربما تكون لنا خياراتنا المفضلة في الأزمات، لكن حينما نقول للرب: “إني ملكك. هأنذا. استخدمني” علينا أن نتقبل استجابته. قبل الأزمة – عندما تكون الصداقات والعائلة والكنيسة والدراسة والعمل والصحة والحالة المادية تتقدم جميعها بطريقة مُرضية – فالتغيير ليس ضروريًا وقتئذٍ، أما وقت الأزمة فهو الوقت الذي لا بد فيه من التغيير. لقد تغيرت حياة إشعياء ولم تعد كما كانت من قبل أبدًا.
من الضروري أن تلاحظ أن ما غيَّر إشعياء ليس هو الأزمة في حد ذاتها؛ فالأزمة تمنحنا الفرصة لأن نتوقف عن كل ما هو عادي، ونقترب إلى الرب وننقي أعمالنا ونسمعه. ونحن مُتمّمين هذه الأمور ربما نشعر بدعوة الرب لنا لكي نتغيَّر، أو ربما يُوجهنا لأن نستمر في أعمالنا بأمانة، وكأَرْخِبُّس نسمعه يقول لنا «انْظُرْ إِلَى الْخِدْمَةِ الَّتِي قَبِلْتَهَا فِي الرَّبِّ لِكَيْ تُتَمِّمَهَا» (كو4: 17). لكن ربما كان الرب أيضًا يفتح لنا نافذة ليُرينا من خلالها اتجاه جديد وخدمة جديدة ودعوة جديدة.
لقد أعطى الرب لإشعياء خدمة نبوية صعبة، وكان الشعب الذي سيتكلم إليه عنيدًا. وإذا كانت عيناه على النجاح والنتائج المنظورة لما استمر طويلاً. فالأزمات والصعاب وحدها يجب ألا تقرر متى نتوقف عن عملنا، لذلك عندما كُلِّف إشعياء بالمهمة الموكلة إليه سأل: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ؟»، فَأجابه الرب: «إِلَى أَنْ تَصِيرَ الْمُدُنُ خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ، وَالْبُيُوتُ بِلاَ إِنْسَانٍ، وَتَخْرَبَ الأَرْضُ وَتُقْفِرَ، وَيُبْعِدَ الرَّبُّ الإِنْسَانَ، وَيَكْثُرُ الْخَرَابُ فِي وَسَطِ الأَرْضِ» (إش6: 11، 12).
إن كل عمل تحت الشمس هو مؤقت. وهذا يتضمن الأعمال المسيحية كالمدارس المسيحية والمستشفيات والملاجئ ومنظمات الإرساليات وفرق الترنيم والمجلات المسيحية وحتى الكنائس المحلية. وكإشعياء علينا أن نسأل «إِلَى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ؟»، وللرب تحديد زمن البداية وكذلك زمن النهاية. فأن تستمر في الوقت الذي قال لك توقف، ليس من الأمانة بل هو عصيان، وأن تتوقف وهو يقول استمر، هو أيضًا عصيان. ربما تتطلب الأزمة تغييرًا معينًا، لا تبدأ أو تتوقف أو تغير إلى أن تشعر بأن الرب يتكلم إليك.
(5) في أوقات الأزمات اختر أن تثق في الرب
«تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِِ» (إش26: 4).
يبدو أحيانًا أن الحياة قد أخذت تلعب لنا دورًا غريبًا وصعبًا مؤخرًا، وأحيانًا نتعجب لماذا يستخدم الرب مثل هذه الأدوات المؤلمة معنا؟ فهو إنما يستخدم أوقات عدم الراحة الداخلية لكي يشجعنا لأن نقترب إليه حتى يُطهرنا ويُكلّم قلوبنا؛ فانظر إلى الأزمة كفرصة للنمو، وها الرب لم يزل جالسًا على كرسيه العالي والمرتفع، وهو باق بسلطانه.
علينا أن نختار أن نقترب إليه، ونختار أن نعترف له، ونختار أن نسمع صوته، ونختار أن ننمو خلال الأزمة، وسرعان ما سنستطيع أن نترنم مع آخرين أيضًا كشهادة «ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ. تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِ» (إش26: 3-4).