«أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: كُنْتُ أَرَى فِي رُؤْيَايَ لَيْلاً... أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ عَظِيمَةٍ هَذَا مُخَالِفٌ ذَاكَ» (دا7: 2، 3)
مَنْ هم هؤلاء الحيوانات؟ الإجابة نجدها في الآية 17 «هَؤُلاَءِ الْحَيَوَانَاتُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي هِيَ أَرْبَعَةٌ هِيَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ عَلَى الأَرْضِ».
والحقيقة إنهم كانوا ملوكًا عظامًا، أحدهم هو الإسكندر الأكبر الشهير.
ولكن الله يدعوهم حيوانات، ولا عجب فالله علَّمنا أن «إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ» (مز49: 20). وكذلك نحن أيضًا، إذا تُركنا لذواتنا فلن نفهم شيئًا، ولكننا لن نكون حيواناتٍ عظامًا، بل سنُمسي حيوانات حقيرة تافهة، ولكن شكرًا لله لأننا «نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ (لنعرفه الذي هو الحق)» (1يو5: 20).
افرح وابتهج عزيزي المؤمن لأنك بالغ الثراء مهما تكن ظروفك. أنت أفضل كثيرًا من أعظم ملوك الأرض، رغم أنك قد تكون الآن في فقر مدقع. هم مثل الحيوانات، ولكن أنت ابن لله، وقصده أن تكون مشابهًا صورة ابنه.
انظر إلى بقية الرؤية والكلام الذي سمعه دانيال: «أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (دا7: 18). لا غرو أن يُخبرنا يعقوب: «فَتَأَنَّوْا (اصبروا) أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ» (يع5: 7).
ففي لحظة وجيزة أنت وأنا سنملك مع المسيح بالنعمة. كن متيقنًا من ذلك لأن الذي وعد هو أمين، والحق الأعجب إنه «إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ» (1يو3: 2).