«وكان يعبيص أشرف من اخوته، وسمَّته أمه يعبيص قائلة لأني ولدته بحزن، ودعا يعبيص إله إسرائيل قائلاً: ليتك تباركني وتوّسع تخومي، وتكون يدك معي، وتحفظني من الشر حتى لا يتعبني، فأتاه الله بما سأل»
(1أخ 4: 9، 10).
«وكان هؤلاء ـ المؤمنون في بيرية ـ أشرف من الذين في تسالونيكي، فقبلوا الكلمة بكل نشاط، فاحصين الكتب كل يوم، هل هذه الأمور هكذا؟» (أع17: 11).
لماذا كنت أشرف جميع إخوتك يا يعبيص؟ إن أمك قد ولدتك بحزن، وليس هذا بسبب لتكون أشرف من إخوتك!! ومعنى اسمك ”الذي يسبب ألمًا“ وهذا أيضًا ليس علة ليجعلك أشرف من جميعهم!! فما هو السبب إذًا الذي جعلك لا أشرف من إخوتك فقط، بل أشرف من جميعهم؟ ونخالك تقول: إني أشرف من جميع إخوتي، ليس لسبب إلا لأني دعوت الرب قائلاً: «ليتك تباركني، وتوسِّع تخومي، وتكون يدك معي، وتحفظني من الشر حتى لا يتعبني». إنها طلبة بحسب مشيئة الله. وكيف لا يطلب ذلك وهو قد وُلد بحزن؟ وحيث أن هذا الحزن كان بحسب مشيئة الله، فقاده إلى توبة لخلاص بلا ندامة (2كو7: 10) وإذا كان معني اسمه "الذي يسبب ألمًا" فهذا هو الإنسان الطبيعي الذي يسبب ألمًا لكل مَنْ حوله. ولكن ما أروع التغيير والتحوّل من شخص يسبب ألمًا، إلى شخص أشرف من جميع إخوته!!
فإذا أردت أخي الحبيب، أن تكون أشرف من جميع إخوتك، إلجأ إلى سيدك! ادعوه فهو يستجيب لك! اطلب حسب مشيئته، لأننا «إن طلبنا شيئًا حسب مشيئته يسمع لنا. وإذا كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا، نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه» (1يو5: 14و15).
فأن تكون أشرف من جميع اخوتك، ليس هو أن تحب أن تكون الأول بينهم، بل أن تحني هامتك قبل ركبتيك أمام سيدك طالبًا حسب مشيئته.
أما أنتم يا أهل بيرية، فلماذا كنتم أشرف من الذين في تسالونيكي؟ هل لأنكم تعيشون في بيرية التي تعني ”إقليم أبعد“، ورجعتم من الأوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي، وتنتظروا ابنه من السماء؟ هذا ليس بحيثية لتكونوا أشرف منهم؟ لأنهم هم فعلوا ذلك أيضًا (1تس1: 9و10). لكن هذا حدث لأن المؤمنين في بيرية قبلوا الكلمة بكل نشاط، فاحصين الكتب كل يوم، هل هذه الأمور هكذا؟
أخي الحبيب .. هل تقبل الكلمة بكل نشاط، أم أنك مثل الكسلان الذي يخفي يده في الصحفة وأيضًا إلى فمه لا يردها؟ (أم19: 24). لذا «اذهب إلى النملة أيها الكسلان، تأمل طرقها وكُن حكيمًا ... تُعّد في الصيف طعامها وتجمع في الحصاد أكلها» (أم6: 6). إذًا لننهل من كلمة الله ونلهج فيها، فنكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، تعطي ثمرها في أوانه.
وعندما تواجهك أمور الحياة وظروف الزمان مع ما بها من مُعضلات ومُلمات، لا تعرف كيف تتصرف فيها، هل تفحص الكتب كل يوم لتعرف الإجابة على تساؤلات قلبك؟ وإذا عُرضت عليك التعاليم الفاسدة، وما أكثرها هذه الأيام، هل ترجع إلى الكلمة كل يوم لترى هل هذه الأمور هكذا؟ أم أنك محمول بكل ريح تعليم؟ (أف4: 14).
أيها الأخ الحبيب الغالي .. أناشدك في اسم ربنا يسوع المسيح أن تراجع نفسك في نور محضره الكريم: هل أنت أشرف من جميع إخوتك طبقًا لِما ذُكر آنفًا: الصلاة بحسب مشيئة الله، وفحص الكتب كل يوم، أم أنك شيء آخر؟!!