.من شرخ في حلوكة السواد الذي يلف تاريخ لوط، تبرق إلى لحظة شخصية عجيبة وجليلة هي شخصية ملكي صادق في جلالها الملكي، وفي بركتها الكهنوتية، مُرحبةٌ بعبيد الله العلي المُظفَّرين.
يُعتبر ملكي صادق من أكثر شخصيات الكتاب المقدس التي اختلفت حولها التفسيرات وتباعدت، البعض قال إنه المسيح جاء إلى العالم قبل التجسد، وكان ملكًا على أورشليم! والبعض قال إنه واحدٌ من الملائكة أرسله الله ليعيش على الأرض ويملك بالبر والسلام! وهناك مَنْ اعتقد أنه أخنوخ وقد عاد إلى الحياة! وهناك مَنْ تصور أنه سام بن نوح الذي لم يكن قد مات بعد، التقى أبرام عند أبواب ساليم، وباركه!
ولعل الذي دفع إلى هذه التفسيرات الكثيرة والمتباينة، هو الظهور المفاجئ والأخَّاذ لهذا الشخص، الذي بدا كحزمة من النور لمعت في قلب الظلام والوثنية ببهاء ومجد وجلال فائق، وأيضًا الصمت الأجل، وكذلك الكلمات القليلة جدًا عنه في كل الكتاب (تك14: 20-18؛ مز110: 4؛ عب7).
إن ظهور ملكي صادق المفاجئ (تك14: 17)، علاوة على معنى اسمه الرمزي، والإشارات اللاحقة في المكتوب، خلعت عليه عظمة وروعة ملوكيتين باعتباره رمزًا فريدًا وبلا مثيل للمسيح.
وربما كان السبب الذي دعا إلى هذه التصورات المختلفة والمتعددة هو القول الذي وُصف به: «بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ» (عب7: 3). والمعنى البسيط لهذا التعبير الكتابى، أن الرجل ظهر فجأة في التاريخ دون سابق إعلان، وانتهى أيضًا هكذا، دون إشارة إلى نهايته. ولعله من واجبنا أن نقف بإجلال أمام قصته، والتى هي رمزية بالدرجة الأولى؛ في عظمة شخصه، وتفرد رتبته. وكما ظهر إيليا التشبي من مستوطني جلعاد، دون أن نعرف من أبوه أو أمه، حتى أُخذ إلى السماء في العاصفة، بعد أن أدى رسالته، كأعظم ما يؤدي الأنبياء رسالتهم، دون أن نُشغَل بنسبه أو أجداده، هكذا أيضًا نرى ملكي صادق، كاهنًا وملكًا على أورشليم!
من الواضح جدًا أن ملكي صادق الذي قابل إبراهيم في رجوعه من كسرة كدرلعومر والملوك الذين معه، وباركه، وأخذ عُشْرًا من الغنائم، هو شخصية تاريخية لا شبهة فيها، فالرجل لا بد أن يكون إنسانًا، ومن غير المعقول أنه أخنوخ، أو سام بن نوح للسبب البسيط، إن كلا الرجلين معروف أبوه عندنا، بينما كاتب رسالة العبرانيين يذكر أنه «بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ» (عب7: 3). ولا يمكن ايضًا أن يكون واحدًا من الملائكة، جاء ليحكم ويُصبح ملكًا على ساليم، لأن بولس يقرر بالوحى «أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!» (عب1: 14)، والملائكة ليست لها أجساد بشرية. وهو لا يمكن أن يكون المسيح قبل التجسد، لأن الروح القدس يقول: «بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ» (عب7: 3)، ولأن الرب يسوع المسيح جاء مرة واحدة، فى الجسد باللحم والدم، فى ملء الزمان (غل4: 4).
يعتبر ملكي صادق رمزًا ذا مغزى عظيم، ففيه نرى اقتران المُلك بالكهنوت، ومع أن العبارات التى ذُكرت عنه قليلة جدًا، سواء في العهد القديم أو الجديد، لكننا نقف أمام كنز عظيم من النعمة الإلهية المذهلة للعقول. وكما عبر أحدهم قائلاً: “إن العصر والبيئة المحيطة من شر ووثنية، والتي عاش فيها ملكي صادق، تقودنا إلى المنظر الأعجب الذي حدث بعد ألفي عام، عندما التقى فيلبس بنثنائيل وقال له: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ. فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟ قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: تَعَالَ وَانْظُرْ» (يو1: 45، 46).
من أجمل الأشياء العظيمة فى قصة ملكى صادق، أنه عاش وحكم في ساليم، ملكًا للبر ثم السلام، على النحو المجيد والعجيب الذى ألمحت إليه الكلمة النبوية. ونحن نكاد أن نتخيله، ذلك الشيخ الجليل البار، المرتفع فى أرض الأوحال، اللطيف الرقيق الجميل الطلعة، الواسع الحياة، العميق النظرة، في السجايا نبيلاً، وفي الخصال لطيفًا، وفي التقوى حارًا، وفي المشورة حكيمًا، وفي الحديث بليغًا، أشبه الكل بالقمة الشماء المرتفعة فوق السفوح، الذي يحق فيه القول: «هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ».
وحسب درايتنا البسيطة في المكتوب هناك رتبتان بالنسبة للكهنوت:
(1) رتبة الكهنوت الهاروني (اللاوي) الوراثي.
(2) رتبة الكهنوت الملكي الصادقي.
أول كل شيء رتبة ملكي صادق هي الأسبق من رتبة هارون بحسب فكر اللة، والأعظم في الجلال والكرامة والمجد. فقبل ظهور الكهنوت اللاوي، وقبل إعطاء الناموس بمئات السنيين، قدَّم إبراهيم عُشْرًا من كل شيء لملكي صادق.
مِنْ خصائص الكهنوت الهاروني أن له وظيفة الكاهن فقط، ولا يجمع فيه وظيفة أخرى، وينحصر في نسل هارون فقط، ويعتمد على الشرعية (النسب والتسلسل العائلي)، بغض النظر عن المؤهلات الشخصية للكاهن، والخدمة فيه تتوقف وتنتقل لآخر عند سن معينة، والخدمه فيه تنتهي بانتهاء حياة الكاهن، وهي ترتبطة بالزمن.
بينما من مميزات رتبة الملكي صادق، أنها تقرن وظيفة الملك بوظيفة الكاهن، ولا تنحصر في نسل هارون، وهي بقسم من الله. والخدمة فيها لا تنتقل لآخر ولا تنتهى أبدًا، وأبدية لا ترتبط بالزمن، وما يُؤهل الكاهن لهذه الرتبة هو صفاته الشخصية وطبيعته المقدسة والتي لها كمال ومجد خاصان بها. إنها مؤهلات جوهرية داخلية وليست ظاهرية خارجية. والله وحده هو الذي يحكم على أي شخص ما هو، بغض النظر عما يظهر منه أو من أصول نسبه. وهذا هو الوجه الأهم والمميز لهذا الرمز؛ ملكي صادق.
يُعتبر ملكي صادق رمزًا جميلاً لربنا يسوع المسيح. هذا المعنى الرمزي واضح التفاصيل في عبرانيين 7 ومعروف لنا جيدًا، حتى إننا نشير هنا فقط إلى بعض الملاحظات:
(1) أول أوجه الشبه بين ملكي صادق والرب يسوع المسيح، هو في اقتران وظيفة الكهنوت بالملك. والكاهن عادة شخص له مركز متميز بين الله والناس؛ هو عند الناس يوضح ويشرح لهم فكر الله، وعند الله هو يتكلم من أجلهم بذبيحة وبشفاعة، والملك يمثل الله أمام الناس «فِي شَفَتَيِ الْمَلِكِ وَحْيٌ» (أم 10:16). الكاهن يمثل الناس أمام الله، والملك يمثل الله أمام الناس «لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ» (1تي2: 5). لايوجد فى كل العهد القديم شخصٌ كاهنٌ وملكٌ سوى ملكي صادق، ولا يوجد في المستقبل ملكٌ وكاهنٌ سوى شخص واحد، الذى كان ملكي صادق رمزًا له؛ الرب يسوع المسيح. «فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ (ملك)، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ (كاهن)» (إش6: 1)، «هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هُوَذَا الرَّجُلُ الْغُصْنُ (ناصري) اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ. فَهُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ (كاهن)، وَهُوَ يَحْمِلُ الْجَلاَلَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ (ملك)، وَيَكُونُ كَاهِنًا عَلَى كُرْسِيِّهِ (كاهن وملك)، وَتَكُونُ مَشُورَةُ السَّلاَمِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا» (زك6: 12، 13).
(2) ثانى أوجه الشبه هو أنه «أَوَّلاً مَلِكَ الْبِرِّ ثُمَّ أَيْضًا مَلِكَ سَالِيمَ أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ» (عب7: 2). والسلام دائمًا وأبدًا يأتي في كلمة الله بعد البر أي نتيجة له «أَوَّلاً مَلِكَ الْبِرِّ ثُمَّ أَيْضًا ... مَلِكَ السَّلاَمِ»، فلا يوجد سلام إلا على أرضية البر، والعالم لا يعرف السلام ببساطة لأنه لا يوجد البر. من ألفي عام تقريبًا أتى الرب يسوع وصنع البر، وقريبًا جدًا سيأتى ليملك بالبر والسلام. كملك البر (كداود) سيُبيد الأشرار ويُنقي ملكوته من فعلة الأثم، وكملك السلام (كسليمان) سيجلس على كرسي مجده. وحقًا إن ثمرة السلام لا تخرج إلا من شجرة البر. «وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ (بارة)، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ» (يع3: 17)، «الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا» (مز85: 9). وأيضًا «وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ (البر) سَلاَمًا، وَعَمَلُ الْعَدْلِ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ» (إش32: 17).
(3) ثالث أوجه الشبه هو أنه «بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ». ملكي صادق لا بد وأن يكون له أب وأم ونسب، ولكن لكي يستقيم الرمز قيل عنه ذلك «هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ». فالرب يسوع المسيح كابن الله هو بلا أب وبلا أم وبلا نسب، هذه بنوة أزلية أبدية، وتختلف عن البنوة التي صارت له – تبارك اسمه - من العذراء مريم في ملءالزمان. الأب والأم والنسب هي أشياء لا بد منها للكاهن ليأخذ الخدمة، أما عن كهنوت ربنا يسوع المسيح فهى لا تلزم، وهي غير موجودة من أصلها، وذلك لأنه لم يأخذ هذه الوظيفة من أي إنسان، ولن يسلمها لأي من الناس «وَأَمَّا هَذَا فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ» (عب7: 24).
(4) رابع أوجه الشبه هو أن إبراهيم أعطاه عُشرًا أيضًا من رأس الغنائم وبُورك منه. إبراهيم – رئيس الآباء - والغالب للملوك جميعًا، بحاسة الإيمان خضع، واعترف بسلطان ملكي صادق الفائق، فأعطاه عُشْرًا من كل شيء، وكما يقول كاتب العبرانيين: «حَتَّى أَقُولُ كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي أَيْضًا الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ. لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ» (عب7: 9، 10). «وأيضًا ملكي صادق «بَارَكَ الَّذِي لَهُ الْمَوَاعِيدُ (إبراهيم)! وَبِدُونِ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ: الأَصْغَر يُبَارِكُ من الأَكْبَرَ» (عب7: 6، 7). إنها عظمة متضاعفة، لا نقول لملكي صادق، فإنه رمز، ولكنها عظمة الرب يسوع المسيح المضاعفة على هارون وكل نسله. فالله الآب هو وحده الذي يعرف «الابن» في كل كمال صفاته، وفي كل ملء طبيعته، هو الذي يحكم بجدارته لأن يكون كاهنًا إلى الأبد على رتبة ملكي صادق، وليس على رتبة هارون «لأَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّكَ: كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ» (عب7: 17).
(5) خامس أوجه الشبه هو أنه أخرج خبزًا وخمرًا لإبراهيم. كلنا يعرف ما للخبز من تأثير على الإنسان بالشبع، وما للخمر من تأثير على الإنسان بالفرح. ولا يوجد شبع حقيقى، ولا فرح، لأي إنسان فى هذا العالم. لكن الاستثناء الوحيد على الأرض هو حين يلتف القديسون حول مائدة الرب حيث الخبز (الذي يُشير إلى جسد الرب يسوع المبذول)، وحيث الخمر (الذي يُشير إلى دمه المسفوك)، وهذه عينة من شبع وأفراح السماء.
أيها الأحباء: إن كنا نتمتع الآن بخدمه المسيح وهو على رتبة ملكي صادق بصورة استثنائية، نظرًا لأنه ملك مرفوض، لكن لسنا محرومين منه وهو يخدمنا من نوع خدمة هارون «لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ» (عب4: 15، 16).
طبعًا لا توجد طبقة خاصة من الكهنوت في التدبير الحاضر، لسبب بسيط هو أن جميع المؤمنين قد وصلوا إلى هذا المستوى الرفيع المتميز «أَنْتُمْ ... كَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ» (1بط2: 9). وهذا الكلام كتبه الرسول بطرس ليس عن كهنة، ولا عن طبقة متميزة بين المؤمنين، بل كتبه للمؤمنين المتغربين في الشتات. وفي رؤيا1: 5، 6 نقرأ: «وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ (أو مملكة كهنة)، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ». يا له من جلال وبهاء لهذا التعبير “مملكة كهنة”.
وأخيرًا أيها الأحباء: كم نحن نحتاج إلى هذه الروح الكهنوتية التي يخدمنا بها الكاهن الأعظم، ونحن نتعامل بعضنا مع بعض، فالرفق والعون هما من أجمل اللآلئ التي يحتاجها شعب الرب في هذه الأيام. فلا نقتل النفوس تحت مدعاة الحق، ولا نُعثر الناس بالشريعة، بل حري بنا أن نمزج الحق بالنعمة، ونُباشر ذلك بالحكمة، ولا ننسى أننا نفوس بشرية. الأرض الصخرية تحتاج إلى الحفار، بينما الأرض الرخوة تحتاج إلى اعتناء وحرص شديدين. المعدة القوية ينفع لها الطعام القوي، والمعدة العليلة تحتاج اللبن. شنودة راسم«
|