أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2011
بدون حبيب فى السماء
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
أخبرني رجل أعمال ناجح بـحادثة طريفة جرت معه .. قال:

“كان مُقرَّرًا على ابني الصغير، ذي الأعوام الثمانية، نشيدٌ طلبت منه المدرسة أن يحفظه، ولكنه بكل بساطة لم يستطع أن يفعل. فجاء إلىَّ ذات ليلة لأُساعده في تعلّمه، ولكي أُصغي إليه بينما هو يستذكره. ولكنه كان دائمًا يُخطئ في الشطرة الأخيرة من النشيد، والتي تقول: “وبدون حبيب في السماء ... من يستطيع العيش على الأرض؟”. فكررت هذه الشطرة على مسمعه المرة تلو المرة.

وفي صباح اليوم التالي أيقظني في السادسة وهو يردد النشيد. وعندما غادر ذاهبًا إلى المدرسة ظننت أنني تخلّصت منه ومن نشيده، ولكنني ل أقدر أن أنسى هذه الشطرة: “بدون حبيب في السماء .. من يستطيع العيش على الأرض؟”. وظلت تتردد في مسامعي طوال اليوم، وكأنها مكتوبة في كل خطاب أقرأه.

ولكنني قلت في نفسي: “يا للسخافة! .. بالطبع بإمكان المرء أن يعيش بدون حبيب في السماء، فمن يمكن أن يكون هذا الحبيب؟” ولكن الكلمات ظلت تلاحقني في شكل لحن مُلِح يضغط على فكري.

وفجأة قفز إلى ذهني سؤال: “لو أن ابني سألني: مَنْ هو هذا الحبيب؟ ماذا ستكون الإجابة؟ فعلى الرغم من كل نجاحي وثروتي كنت أعيش حياة فارغة، بدون مضمون أو هدف.

وأخيرًا أمسكت كتابًا مقدَّسًا وبدأت أبحث عن الحبيب الذي في السماء. وقد وجدته بالفعل. ومن ثم أصبحت غنيًا حقًا. واليوم لا أتصور أنه يُمكنني العيش بدون هذا الحبيب الذي في السماء.
هذا الحبيب الذي في السماء هو المُخلِّص الذي صنع الخلاص الأبدي لي، وهو الحافظ لحياتي على الأرض، وهو موجود لكل مَنْ يطلبه، ويُريد بالحقيقة أن يجده «اطْلُبُوا فَتَحْيُوا» (عا5: 4).