لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ،
فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ» (رو5:10)
كان هناك مبشر يُدعى “بيتر ميللر” يعيش في بنسلفانيا إبان حرب الاستقلال الأمريكية، وكان رجلاً حسن السيرة في حيه، ولكن جارًا له كان يُبغضه، ودأب على شتمه وإهانته. وذات يوم قُبض على هذا الجار، وحُكم عليه بالإعدام لجريمة تتعلَّق بخيانة عظمى في ولاية فيلادلفيا. وعندما بلغ الخبر “ميللر”، شد رحاله في الحال إلى حيث “جورج واشنطن” – الذي صار رئيس للولايات المتحدة – ليلتمس له العفو.
ودافع “ميللر” بحرارة عن الرجل المحكوم عليه بالموت. ولكن “واشنطون” أجاب: “آسف، لا أستطيع العفو عن صديقك”. فصاح “ميللر” على الفور: “تقول صديقي! هذا ألد عدو لي في هذا العالم!”
فرد “واشنطن” مندهشًا: “ماذا؟... هل سرت ستين ميلاً لتنقذ حياة عدوك؟ هذا يُغير الأمر برمته. وسيُعفى عنه من أجل خاطرك”.
حصل “ميللر” على وثيقة العفو، ورحل مجددًا لمسافة خمسين ميلاً إلى حيث كان سيُعدم جاره بعد ظهر هذا اليوم. ووصل إلى هناك بالكاد في الوقت المناسب. وما إن وقع بصر الرجل المُدان على “ميللر” حتى صرخ بمرارة: “حسنًا يا ”ميللر”: هل أتيت لتتشفى فيَّ إذ تراني مُعلَّقًا في حبل المشنقة؟” ولشد ما كانت دهشته عندما سلمه “ميللر” الوثيقة التي أنقذت حياته!
وكم هي عظيمة محبة الله، حتى إنه قدَّم لأعدائه نعمة وحياة. ولهذه الغاية بذل ابنه الحبيب إلى الموت. وإنها لخطية شنيعة أن ترفض هذا العرض.
كاتب غير معروف